الثقافة الإستعمارية لفرنسا

لقد كشف تصريح زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان الوجه الحقيقي الذي كان مخفي تحت غطاء الديبلوماسية، الوجه الاستعماري  الذي لم تستطع الطبقة السياسية ان تحرر من هذه الذهنية رغم النكسات و الضربات و التقهقر الفرنسي دوليا، ظنا منها ان ما قاله مؤخرا رئيسها في محاولة تلطيف الأجواء عقب خطابه المستفز للامة الجزائرية قد يجعل القيادة في الجزائر تراجع قراراتها بتصور سخيف بين ثنائية الشديد و اللين، و لكن ما قاله رمطان لعمامرة وزير الخارجية و الجالية في مالي يصحح مفاهيم طيش أشباه الساسة في فرنسا من أجل حصد أصوات انتخابية في رئاسيات 2022 بفرنسا.

إن الجملة التي قالها رمطان لعمامرة كون ان أفريقيا هي مهد الإنسانية و مقبرة الاحتلال  هي كفيلة على الإجابة لأي مشكك بأن الجزائر ماضية في محو آثار النظرة الاستعمارية لفرنسا في أفريقيا بداية من حدودها نحو عمقها الاستراتيجي، ففرنسا التي ناورت بإنسحابها في جويلية الماضي من برخان جراء الإنقلاب في مالي ها هي لازلت تراوح مكانها رغم الضائقة المالية لها لأهمية تواجدها من أجل مواصلة نهبها الثروات في تلك المنطقة و الجزائر لا يهدأ لها بال الا اذا انتهى الوجود الفرنسي هناك، حيث الجزائر مدركة على أرض الواقع العقبات التي تصادف مسعاها في مساعدة دولة مالي لكي تكون سيدة قرارها
فما ان تحول التواجد الفرنسي في مالي من دولة تحارب الإرهاب الي دولة محتلة فهذا يبيح لمالي محاربة الاحتلال حسب المواثيق و الأعراف الدولية، و هذا ما لا يهضمه الفرنسيين فجابهوا هذا التحول بورقة الشرعية الذي لا تمتلكها السلطة في مالي أثر الإنقلاب، و لعل هذا ما أقدمت عليه الجزائر من خلال الزيارات المتعاقبة لوزير الخارجية الجزائري لجمهورية مالي بثقلها الأفريقي من جهة و تقارب   وجهات النظر بينها و بين نيجيريا فيما يخص الوضع الأقليمي و الامني لغرب أفريقيا، إضافة لمتانة صلتها بحركة الازواد فيما يقارب 60% من تراب مالي في الشمال  وفي كبري مدنه كيڨال، ڨاو  و تيمبوكتو إذ صوتها جد مسموع و من هنا لا تستطيع فرنسا ان تحرك هذه الجبهة المعارضة ضد ما تصفهم بالغير الشرعيين في سلطة مالي
و لهذا عبئ الجزائر كبير في مالي و لكنه حتمية لا بد منها، إذ هي مطالبة بالمساعدة الأمنية و الاستخبارتية مع إقناع الازواد في أن الاتفاق الامني لمالي مع روسيا لا يكون فيه ضرر لهم مادم الحضور قوي للجزائر
و بذلك تصبح مهمة فرنسا و تواجدها جد معقد، و يجعلها عاجزة عن تدارك الوضع في غرب أفريقيا…
Exit mobile version