حوار خاص مع محمد سلامة بادي ممثل جبهة البوليزاريو في فيينا النمسا

س: المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بدأ جولته في الأراضي الصحراوية المحررة وفي مخيمات اللاجئين بتندوف، ما الذي تستخلصونه من هذه الزيارة؟

محمد سلامة بادي: زيارة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى المنطقة هي الأولى منذ تعيينه. والحال هذه، فزيارته لا تخرج عن كونها زيارة استطلاعية لاستطلاع المواقف، وربما استخلاص تصورات تساعد مستقبلا في المقاربة الأنسب لاستئناف العملية السياسية التفاوضية المتعطلة. ونحن في جبهة البوليساريو، لا نتوقع الكثير من هذه الزيارة. والأمر لا يتعلق بشخص المبعوث الأممي ولا بسيرته السياسية ولا بحنكته الدبلوماسية، بل لأن مأموريته مقيدة بهامش ضيق جد منحه مجلس الأمن الذي فشل في تلقي الإشارات القوية التي فرضها انهيار وقف إطلاق النار واستئناف الكفاح المسلح والقطيعة مع حالة الجمود التي كانت تخدم نظام المخزن طيلة العقود الثلاثة الماضية.

القضية الصحراوية تعود للساحة الدولية، بعد انتهاك الاحتلال المغربي لاتفاقية وقف اطلاق النار، الذي دفع الشعب الصحراوي إلى معاودة حمل السلاح، فهل يستطيع المحتل المغربي الصمود في وجه عزيمة الصحراويين لنيل استقلالهم؟

م.س.ب: النظام المغربي يعيش حالة مركبة ومعقدة عنوانها الأزمة الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، وهو بذلك تحول إلى جسم غريب في النسيج الإقليم وفي محيطه الجغرافي. حالة الهشاشة هذه عمّقها قرار جبهة البوليساريو استئناف الكفاح المسلح والقطيعة مع حال الجمود التي كانت بمثابة المتنفس لنظام المخزن والغطاء لمحاولة فرض الأمر الواقع. العودة إلى الكفاح المسلح والدخول في حالة عداء مكشوفة مع دول الجوار، الجزائر بشكل أخص، دفع هذا النظام إلى مضاعفة منسوب خياناته التاريخي، وهذه المرة بشكل مفضوح ومكشوف بالإستقواء بالكيان الصهيوني والارتماء في أحضانه. لكننا نعتقد جازمين أن هذا التحالف الشيطاني إلى زوال، خاصة وأننا مقبلون على مرحلة ستشهد تصعيدا وتنويعا في أساليب حرب التحرير. وتجارب التحرر العالمية، التي تكون الشعوب التواقة إلى الحرية حاضنتها، علمتنا أن النصر وعد وقدر، وأن الإحتلال والاستعمار إلى زوال.

الدبلوماسية تعد أحد المعارك المهمة للدفاع عن حق الشعب الصحراوي، ما هي خريطة الدبلوماسية الصحراوية لتحقيق هذا الهدف المنشود؟

م.س.ب: الدبلوماسية الصحراوية جبهة رديفة – ضمن العديد الجبهات الأخرى – لكفاحنا المسلح. وهي ضمن صيرورة كفاحنا التحرري، تعد دبلوماسية غير تقليدية، إذ لا تهدف فقط إلى تعزيز وربط العلاقات الثنائية والمتعددة مع الدول الأخرى، بل هي أساسا حاملة رسالة تحررية وثورية وتنافح عن قضية شعبنا وحقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره واستقلاله. ولتحقيق تلك الغاية السامية، توظف جبهة البوليسارية والجمهورية الصحراوية، كل إمكاناتها من دبلوماسية رسمية، وتلك الموازية التي تمثل المجتمع المدني والبرلمان..الخ وضمان الانسجام والتناغم والتنسيق والانتشار الجغرافي المناسب الذي يخدم الهدف.

المخزن لا يدخر جهدا من أجل مواصلة القمع بالأراضي الصحراوية المحتلة، ما هي الخطوات المزمع أخذها من أجل التنديد بخروقات واعتداءات المحتل المغربي على حقوق الانسان؟

م.س.ب: النظام المغربي عمد، ومنذ بداية الغزو المغربي – إلى التعامل مع شعبنا الأعزل بقبضة حديدية. أغلق مدننا المحتلة وحولها إلى سجن كبير بأسوار عالية يمارس فيه أبشع انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والممنهجة ضد مواطنينا ومدنيينا العزل. الاغتيال والاختطاف والمحاكمات الصورية الجائرة وسحل النساء وضربهن في الشوارع ممارسات يومية رصدتها المنظمات الحقوقية الدولية الوازنة ك هيومن رايتس ووتش و آمنستي الدولية وغيرها. وذلك ما دفعها إلى المطالبة بضرورة إنشاء آلية لحقوق الإنسان ضمن مأمورية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ” المينورصو”. وهي بالمناسبة البعثة الأممية الوحيدة المستثناة من مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها وهو استثناء ممجوج ومستهجن تحرص دول دائمة في مجلس الأمن على استمراره خاصة فرنسا التي مازالت ترى في المغرب مجرد ضيعة خلفية لها وترى في النظام المغربي خادما مطيعا في المنطقة وفي إفريقيا. جبهة البوليساريو فتحت جبهة حقوقية منذ سنوات عديدة ووقفت معها في هذه كل القوى المحبة للحق والعدل والكرامة الإنسانية، من أجل فضح ممارسات نظام المخزن ضد المدنيين الصحراويين ونشطاءنا الحقوقيين والسياسيين وفرض آلية دولية مستقلة لحماية حقوق الإنسان في الأجزاء المحتلة من وطننا. الشعب الصحراوي وأصدقاؤه يضغطون دوليا من أجل إطلاق سراح أسرانا المدنيين، مجموعة أگديم إزيك، والحافظ إعزة ورفاقه، رفاق الشهيد الولي والصف الطلابي غيرهم الذين يقبعون في زنازن الاحتلال من سنوات، ومن أجل رفع الحصار البوليسي المضروب على منزل عائلة سلطانة سيد ابراهيم خيّا واختها الواعرة و والدتهما المسنّة، واللائي يتعرضن لصنوف التعذيب والتنكيل

Exit mobile version