مما هالني في بلاد الشهداء ان المثقف و عناصر ما يعرف بالطبقة السياسية في بلادنا اصبحوا موسوعات تتصدى لكل التخصصات في هذه البلاد.
من المعقول جدا في اي بلاد ان قادة الاحزاب يتحدثون في حقول شتى بحسب مرجعية كل واحد منهم و من نافلة القول ان قادة الاحزاب المحترمة في المجتمعات المتطورة يستندون دائما في تصريحاتهم و نقاشاتهم على افواج من اولي الراي و التخصص اما في هذه البلاد فاننا نلاحظ تجاوزات كبيرة جدا في تصريحات هؤولاء القيادين لبعض الاحزاب.
وفي بعض المناسبات يقوم بعض النافدين فيما يعرف بالمحليلين السياسين وامثالهم في بعض المؤسسات الاعلامية وغيرها بتجاوزات كبيرة جدا في حقول المعرفة حتى ان الامر وصل ببعضهم عن حسن نية وقلة نضج الى حد المقارنة بين اشياء لايمكن علميا ان نبني مقارنة بينها.
ان هذه التصريحات لم تقتصر على شخص ولاعلى متكلم واحد في الفترة الاخيرة بل اصبحت شبه تراكم حتى اننا سرنا نخشى ان تصبح في درجة المسلم به وهو اصلا شبهة حتى لا نغوص كثيرا في هذه الوقفات العلمية والتصريحات التي تم بناءوها على شبهات ان التذكير بان طول زمن الراي الواحد قد اثر كثيرا وبشكل عميق في بعض الجزائرين حتى لا اقول في الكثير منا حتى صار الواحد منا للاسف وهو يعارض السلطة ينطلق من حيث يعلم او لا يعلم من منطلقات السلطة او مما يتهمها به اي الاستبداد الى حد اننا نستمع ونقرا لبعض الجزائرين انه يرى السلطة و(اقطاب) المعارضة وجهان لعملة واحدة.
لقد داب بعض اقطاب المعارضة على المطالبة ببعض الاشياء من السلطة على غرار تسليم المشعل للشباب ومثل هذا الكلام مع تاكيدنا على انه من الممكن ان يكون عن حسن نية الا انه سطحي بشكل واضح حتى لا اقول بانه يترجم هذا الاستبداد الموروث عن زمن الاحتكار احتكار الراي والمبادرة التي ورثناه بشكل كبير عن فترة الاستعمارية و تاريخنا الشرس والا كيف نطالب كمعارضة واعية السلطة بالشئ لا تمتلكه قانونا ولااخلاقا اي المشعل و الاغرب من ذلك ان نحدد لها لمن تسلمه اي الى الشباب بغض النظر عن مفهوم الشباب في بلادنا متى يبدا سنه والى اي نقطة ينتهي.
فمن المؤكد ان صاحب السيادة والسلطة العامة هو الشعب وبدل ان تركز عناصر ما يعرف بالطبقة السياسية على تدوير السلطة والمناصب بدل الرجوع الى الاصل اننا و نحن نتامل في خطابات الاخوة في المعارضة او على الاقل الاغلبية منها نلاحظ قلة نضج وعدم وجود فهم للعمل الحزبي بشكل واضح ولعلى هذا يعود الى الانقطاعات المتكررة في العمل الحزبي لبلادنا ولفقدان الحرية بشكل كبير في بعض الفترات من تاريخنا الا اننا نلاحظ ايضا ان خاصة اقطاب المعارضة او الاغلبية منهم هم من الذين اما انهم عايشوا الازمة في هذه البلاد مند ما يعرف بالتعددية حيث تموقعوا في مناصب ومهام بدءا من المجلس الاستشاري او المجلس الانتقالي بعده او في الغرفة السفلى او الغرفة العليا باختصار في قصر زيغود يوسف ولا يزال الكثير منهم هناك.
ورغم تواجد هؤولاء باستمرار ووجود هؤولاء في السلطة يؤكدون كل مرة انه ضد النظام وان التزوير لم ينقطع يوما في العمل السياسي و الانتخابات في بلادنا من العجب انه حينما يسئل الواحد منهم كيف قبلت لربع قرن او يزيد ان تتواجد في قلب التزوير فانه يقول و بتصميم كبير ان مقعدي في البرلمان هو الوحيد الذي كان نظيف وغير مزور.
بالاضافة الى هؤولاء هناك من وصل الى قصر الدكتور سعدان بتعين وامضى زمنا فيه والبعض من هؤولاء بعد انهاء مهامهم يصبحون مباشرة من اقطاب المعارضة لن اطيل في ضرب الامثلة عن هذه العينات في المعارضة لان الذي اصبح مخيف فعلا ان بعضا من ابناء الجزائر الذين كانوا برتب كبيرة في الامن وما حوله وبعد تسريحهم مباشرة وانتقالهم خارج البلد يصبحون من اقطاب المعارضة ايضا وقس على ذلك.
حينما نركز على تحليل منطق اغلبية المعارضة في بلادنا هذا لا يعني اننا نستهدفها لذاتها بقدر ما نريد من الذي يتصدى للعمل السياسي الا يسهم في فقد الشعب للامل في بلده وفي العمل السياسي خاصة من الضروري ايضا ان نؤكد على ابناء الجزائر ككل شعوب الدنيا لا يمكن ان تستغفل وتقبل بمن هو متورط في عدم النزاهة بالاضافة الى التذبدب في المواقف وعدم القدرة على عملية التحليل الناضج لمسالة مواجهة المشكلات في الجزائر فاستبدال حكومة باخرى تكون عادة في وجود الامل في المعارضة اما اذا كان المعارض في اصله جزء من السلطة و يعاديها بل يطالب بتغيير النظام فان الامر سيكون خطير جدا لاننا و ببساطة نحن نقرا و نسمع لمعظم المعارضين وهم يكررون ان نظام فاسد ولا بد من تغييره في الجزائر.
فاي نضام هذا يقصده هؤولاء الاخوة ونحن ندرك ان الجزائر نظامها جمهوري فهل يريد هؤولاء الاخوة نظاما ملكيا اميريا او مشيخة او ماذا يريد هؤولاء في معضمهم عاشوا و عايشوا قصور زيغود يوسف دكتور سعدان و غيرها ان من ابجديات العلوم السياسية ان السلطة هي جهاز قضائي جهاز تشريعي جهاز تنفيدي فمادام الواحد من هؤولاء في احد الاجهزة فانه بالطبيعة هو جزء من هذه السلطة و بالتالي من النظام ان تغيير في بلد مهما كان في منظومة الحكم يكون بوضوح اما عن طريق سياسي او توري ان الرغبة الاكيدة لدى بعض اقطاب المعارضة في تغيير النظام دون انخراط الشعب فيه يطرح اكثر من تساؤل هذا ما سنحاول مناقشته لاحقا والى ملاحظات اخرى