تزخر ولاية عين تموشنت بمؤهلات سياحية كبيرة بفضل المواقع الطبيعية والمعالم الأثرية التي تميزها عن غيرها من الحضارات على غرار ضريح الملك سيفاكس الذي يقع ب “سيقا” التابعة لبلدية “ولهاصة بعين تموشنت على الضفة اليمنى ل “واد تافنة” .
و على بعد 4 كلم من مصب الواد وحوالي 13 كلم غرب مدينة بني صاف يعلو احد قمم جبال “سقونة” على ارتفاع 221 م فوق سطح البحر.الضريح الذي بناه سيفاكس لم يتحقق له امل ان يدفن فيه لانه بعد اسره دفن في روما.
و يمكن الوصول اليه من طريق بني صاف في اتجاه تلمسان. و يعرف الضريح اليوم باسم “تاكمبريت” او “كركار العرايس” و قد بني على احسن موقع في منطقة ولهاصة. و منه نستطيع رؤية قرية سيقا و مصب وادي تافنة و جزيرة رشقون.
لقد اكتشف الباحث و المؤرخ الفرنسي “جي فايومون” الضريح الملكي و الذي بني خلال القرن الثاني قبل الميلاد في سنوات الستينات. الضريح مكون من جزأين ، جزء خارجي سداسي الأضلاع محيطه 45 مترا ،مكون من مدرجات دائرية الشكل متوازية ارتفاعها 4 أمتار ، مشكل من كتل صخرية ضخمة ، وقد كان فوق وسط هذا الضريح برج ارتفاعه 14 مترا لكنه تعرض للتخريب، أما الجزء الداخلي الموجود تحت الأرض هو عبارة عن أروقة مكونة من عشر -10 – غرف متشابهة في أبعادها طولها 60،2 متر وعرضها 2 مترا ،مما يشهد على أن المدفن بني ليكون ضريحا جماعيا للملوك والقادة “المساسيليين” الذين حكموا خلال السنوات الأخيرة من القرن الثالث قبل الميلاد ،.
وقد بناه الملك سيفاكس ليكون أول من يدفن فيه ويليه الملوك التابعون له ، و قام الملك “فيرمينا ” ابن الملك سيفاكس، بمتابعة بناء الضريح إلى أن انتهت أشغال البناء ، لكن خصوم الملك سيفاكس قد دمروا وخربوا هذا الضريح .
سمى السكان الأصليون بالمنطقة الضريح ب”كركار لعرايس”، حيث أنه منذ مائة سنة لاحظ السكان هذه الضريح مما أثار تساؤلات واستفسارات شرعية لديهم حول المكان ،و قد اعتبروا الضريح مكانا للتعبير عن الرغبات والأمنيات و الأمل ، فالأموات يسيطرون على الأحياء كما يقول “أوغيست كونت” ، و لا تزال الذاكرة الجماعية تحتفظ بمشاهد وممارسات مرتبطة بالضريح الملكي مثل قيام العرائس الفتيات المقبلات على الزواج بالدوران عدة مرات حول الضريح لضمان وفاء الزوج و دوام العشرة الزوجية ، ويحيلنا هذا الطقس والعادة الاجتماعية على طقوس الطواف حول الكعبة المشرفة، و من معاني هذا الطقس الهروب من ثقل الواقع الاجتماعي ، واليوم يتحدث الناس بالمنطقة عن عادات أخرى متعلقة بالضريح منها تقديم الأكل بالقرب من الضريح لطلب المطر في مواسم الجفاف وكذا حرق المواشي .
طقوس الطواف بكركار العرايس و التي اختفت اليوم نراه في شكل اخر في مدينة بني صاف حيث تمر و تطوف كل مواكب الاعراس بمقام الولي الصالح سيدي بوسيف المعروف عند كافة ساكنة المدينة .