يحتفل العالم في كل 14 نوفمبر من السنة باليوم العالمي لمرضى السكري, وهي تمثل تاريخ ميلاد فريدريك بانتينغت الذي وضع رفقة تشارلز بيست اسس تطوير مادة الانسولين والتي استعملت فيما ما بعد في معالجة ارتفاع نسبة السكر في جسم الانسان.
فما هي حالة مرضى السكري في الجزائر؟, كم عددهم ؟, ما هي مسببات هذا المرض؟ هل يمكن القضاء عليه؟ اسئلة حاول الصحفي التطرق لها بصفة مختصرة في محاولة لوضع اطار عام يسمح لفهم افضل, لحالة تمس صحة المواطن الجزائري.
15% من التعداد العام للجزائريين مرضى بالسكري:
حسب ما كشفه رئيس الفدرالية الجزائرية لمرضى السكري السيد نور الدين بوستة لجريدة الشروق, فإن 6 ملايين, هو عدد مرضى السكري في الجزائر , ما يمثل 15% من التعداد العام للجزائريين.
وحسب بوستة فإن 50 الف جزائري يمرضون بالسكري كل سنة, ما يمثل خطرا على الصحة العامة في الوطن حسب نفس المصدر.
كما اشار رئيس الفدرالية الجزائرية لمرضى السكري الى السعر المرتفع لعلبة الانسولين (من 7 إلى 9 آلاف دج), بالرغم من وجود ثلاثة مصانع محلية لانتاج هذه المادة (قسنطينة، تيزي وزوو، بوفاريك).
6 ملايين جزائري مريض بالسكري, وهو ما يمثل عدد سكان بعض الدول, وخاصة اذا وضعنا في الحسبان ان هذا العدد يمثل شريحة واحدة من مجموع الامراض الاخرى التي اصبحت تنتشر بسرعة مخيفة في اوساط المجتمع الجزائري والتي يمكن أن تخلق تهديدا على الصحة العامة في الوطن.
5 ملايين وحدة انسولين في العام, و400 مليون دولار فاتورة استيراد :
حسب ما كشفه يوم 15 نوفمبر 2021, وزير الصناعة الصيدلانية الدكتور عبد الرحمان جمال لطفي بن باحمد, فإنه سيتم ضخ 800.000 وحدة من الانسولين السريع في السوق المحلية لتغطية االحتياجات من هذه المادة.
وفي تصريح آخر للاداعة يوم 9 فيفري 2021, قال الدكتور عبد الرحمان جمال لطفي بن باحمد أن الجزائر أن الجزائر ستكون قادرة على تحقيق استقلاليتها في انتاج أحدث جيل من الأنسولين بحلول عام 2022.
واشار وزير الصناعة الصيدلانية في الجزائر ان شركة صيدال الوطنية ستبرم شراكة مع مجمعات متعددة الجنسيات, ستمكنها من ضمان الاكتفاء الذاتي من مادة الانسولين. كما ستسمح هذه الشراكة بتوفير ما قيمته 400 مليون دولار قيمة فاتورة استراد الجزائر للانسولين.
السكر الابيض احد مسببات المرض:
للتخفيف من معاناة 6 ملايين مريض بالسكري في الجزائر, وبالرغم من أهمية التصنيع المحلي لمادة الانسولين الا ان شق الوقاية لا يزال مفقودا في حلقة مجابهة هذا “الوباء”, والذي اصبح يمثل تهديدا للصحة العامة.
سوق استهلاك السكر الابيض في الجزائر, الحلقة المفقودة في سياسة مواجهة المرض, فقد خلصت معظم الدراسات الطبية في العالم الى العلاقة المباشرة للافراط في استهلاك السكر الابيض بالاصابة بمرض السكري عند الانسان.
مافيا السكر في الجزائر
يبدو أن هناك من يغتني بمرض الجزائريين, فقد شكلت نسبة مادة السكر الابيض في المشروبات الغازية أحد أشكال استهلاك الجزائريين لهذه المادة الاصطناعية.
ورغم ان المعايير الدولية تشير الى أن نسبة السكر في 1 لتر لا يجب أن تتعدى 85 غرام, الا انها بلغت في الجزائر 140 غرام في اللتر, حسب الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك.
وهذا مايعني أن الجزائري يستهلك في المشروبات الغازية نسبة سكر في اعلى بـ 64% من الحد الموصى به صحيا.
الرئيس الجزائري يشير الى موضوع استهلاك السكر
وقد أشار مؤخرا الرئيس الجزائري في احدى لقاءاته الاعلامية بصورة ملخصة الى موضوع استهلاك الجزائري لمادة السكر الابيض, حيث أكد على وجوب ضبط سوق استهلاك هذه المادة الاصطناعية.
وقد ربط الرئيس الجزائري استراتجية الدولة في ظبط سوق مادة السكر , الى ربطها بتغيير سياسة الدعم الموجه الى هذه المادة .
هذا وكانت السلطات الجزائرية قد باشرت من قبل في اصدار مرسوم قانون سنة 2018 يلزم شركات المشروبات الغازية بخفض فوري لنسبة السكر الابيض.
فضيحة دواء “رحمة ربي” و الدجل كسياسة صجية:
فضيحة دواء “رحمة ربي”, ربما هي احدى القضايا التي لم تكشف عن كل خباياها, والتي يمكن أن تمثل مفتاحا لتحديد احد اوجه الازمة الصحية التي المت بحياة الجزائريين.
للتذكير فـ “رحمة ربي” ذلك العقار السحري الذي ادعى احد الاشخاص في الجزائر الا انه طوره في “مطبخ” المنزل, مأكدا الى أن هذه المادة ( المجهولة المكونات) تشفي من السكر.
الغريب في الأمر الرعاية الاعلامية وحتى السياسية (من وزير الصحة الجزائري السابق), التي اتبعت هذا ‘”الاكتشاف” العجيب والذي وصل الى حد استخراج قسيمة دواء رسمية, في خرق فاضح لكل الاجراءات القانونية التي تأطر صناعة حساسة مثل صناعة الدواء والتي لها كوارث صحية مباشرة على مرضى السكري في الجزائر.
فضيحة “رحمة ربي” استطاعت ان تكشف عن فاجعة السياسة الصحية في الجزائر.
المعركة لبناء الجزائر الجديدة
لا شك أن الجانب الصحي للجزائريين, سيمثل احدى المعارك الاستراتجية لبناء جزائر جديدة على اسس صحيحة وصحية.
ان تضارب المصالح, والقطاعات قد يمثل عائقا في طريق مواجه فعلية ومباشرة لحفط صحة الجزائريين, و مرض السكري يمكن أن يمثل احد الامراض التي اصبحت تهدد بشكل مباشر الصحة العامة في الجزائر.
وتبقى سياسة الوقاية احسن من ألف علاج لهذا وجب حذف السكر الابيض من على موائد الجزائريين, او على الاقل التقليل .