بدات بعض ملامح مستقبل افريقيا في التبلور, من خلال ترابط سياسات متبعة من قبل دول القارة السمراء, وتعاونها في طريق رسم مستقبل مشترك.
ربط قارة افريقيا غربا بالقارة الاوروبية عن طريق الجزائر:
بالرغم من ان المشروع الجزائر -كيب تاون (جنوب افريقيا) لازال اقرب على الورق منه على ان يتجسد على الحقيقة, الا ان مؤشرات اولية جدية بدأت تتبلور في الميدان, ومنها مشروع الربط الافريقي الاوروبي ; و الذي سيمكن من ربط قارة افريقيا غربا بالقارة الاوروبية عن طريق الجزائر.
مشروع الربط الافريقي الاوروبي والذي ثمثل مؤخرا في تدشين الخط البحري الجديد الناقل للغاز المميع من الجزائر الى اوروبا عن طريق ميناء”بني صاف” (غرب الجزائر العاصمة) مباشرة الى اسبانيا.
خط الغاز المميع المنقول من الجزائر الى اسبانيا, يضاف الى خط الياف بصرية منقول في الاتجاه المعاكس “اوروبا-افريقيا” والذي تم استكماله منذ سنوات.
الخطوة الأخرى والتي تعمل الجزائر على استكمالها من خلال توصيل كابل بحري موازي لخط الغاز, الكابل البحري خاص بتغدية أوروبا بالطاقة الكهربائية النظيفة المنتجة افريقيا من خلال حقول الطاقة الشمسية.
الجزائر-لاقوس الجزء الاول لخط الجزائر-كيب تاون الشريان الغربي لافريقيا:
الحديث عن مشروع الجزائر-كيب تاون, عاد للتداول بقوة وهذا نظرا لعدة اسباب يمكن الاشارة الى اهمها فيما كشف عليه مؤخرا محمد مبدول السفير النيجيري بالجزائر عند حديثه على خط الربط الجزائر-لاقوس (نيجيريا).
حيث أكد محمد مبدول في حوار لصحيفة “بانش” النيجيرية ان مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء “تي.اس.جي.بي” (TSGP), سشمل ربط شبكات مختلطة أخرى. حيث أشار السفير النيجيري أن مسار خط الغاز سيدعم بشبكات مختلطة من طرق , سكك حديد, الياف بصرية وخطوط تغدية كهرباء نظيفة (طاقة كهرضوئية).
الجزائر-لاقوس تسجيد فعلي لجزء مهم من نحو مشروع الربط الاكبر الجزائر-كيب تاون (جنوب افريقيا), حيث سيسمح في حال اكماله بتنفيد نصف المهمة وصولا الى محطته الاخيرة اقصى جنوب افريقيا بمدينة كيب تاون الجنوب افريقية.
مصر-كيب تاون الشريان الافريقي الشرقي لافريقيا:
بعد عودة عجلة المشاريع الهيكيلة في مصر مؤخرا وخاصة في مجال الطرق وانجاز السكك الحديد, عاد معه الحديث الفعلي على خط يربط مصر بجنوب افريقيا مرورا ببحيرة فيكتوريا المشتركة بين أوغندا مرورا بجمهورية تنزانيا المتحدة.
وعاد الحديث مجددا من عدة مسؤولين في جمهورية مصر على التجسيد الفعلي لمشروع الربط المختلط لدول افريقيا الشرقية بشبكة تضم بالاضافة للطرق والسكك الحديدية والالياف البصرية والكهرباء النظيفة , شبكة نقل الماء .
أضخم مشروع لمصر
وصنف خبراء مشروع ربط مصر-كيب تاون بأضخم مشروع أفريقي, حيث سيمكن من تنمية مشتركة لجميع دول شرق افريقيا والتي سيمر عبرها هذا الشريان الحيوي’ حسب ما أكده نفس الخبراء.
وجعلت مصر من سير خط نهر النيل المائي, مسارا اساسيا لتحديد الشبكة المستقبلية الرابطة بين مختلف دول افريقيا , بدءا من البحر المتوسط وصولا الى اقصى نقطة جنوب القارة السمراء.
ممر التنمية “البحر المتوسط-فيكتوريا”
مقارنة بخط الجزائر-لاقوس ففي الحالة المصرية فقد يشكل ممر التنمية”البحر المتوسط-فيكتوريا” (بحيرة مائية مشتركة بين دولتي تاوغندا-تنزانيا), نصف المسافة في مشروع القاهرة-كيب تاون.
أوغندا,جنوب السودان, السودان , وصولا الى مصر مشروع يمكن أن يمثل فرصة للتنمية كبيرة بالاضافة الى الاهمية الاكبر والتي تتمثل في التجسيد الفعلي للمشروع الأضخم في استكمال الطريق جنوبا وصولا لجنوب افريقيا.
خطان ربط منفصلان لكن نقطة وصول مشتركة
بالرغم من أن مشروعي الجزائر-كيب تاون والقاهرة-كيب تاون لا يزالان الا مجموعة من جزر صغيرة من المشاريع المتفرقة, لكن الهدف النهائي والنجاعة الحيوية التي سيقدمها مثل هاذان المشروعان الحيويين المكملان لبعضهما, يمكن أن تشجع باقي الدول الافريقية في العمل المشترك لتحقيق الهدف الاستراتيجي في ربط افريقيا ببعضها البعض أولا وربط افريقيا بباقي العالم.