القضية الفلسطينية بين ديبلوماسية الجزائر و خيانة المخزن

في الندوة الصحفية يوم 24 اوت 2021  التي نشطها صقر الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة  بالجزائر العاصمة والتي اعلن فيها قطع العلاقات الديبلوماسية مع نظام المخزن , كان التطاول الصهيوني بأرض المملكة المغربية على لسان وزير خارجية الكيان الصهيوني على الجزائر بخصوص علاقتها مع ايران هي القطرة التي افاضت الكأس  واصبح قطع العلاقات الديبلوماسية مع جار السوء بداية لمرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية بين افريقيا و الكيان الصهيوني المدعوم امريكيا.

و لعل تجاهل رمطان لعمامرة لسؤال الصحفي الذي تمحور سؤاله حول ادعاءات وزير خارجية الكيان الصهيوني بالضحك  هو في حد ذاته بيت القصيد لتسليط الضوء على الصراع الصهيوني الجزائري في القارة الأفريقية.
ان البند الذي أطلقه رئيس المفوضية للاتحاد الإفريقي في تسجيل التحفظات للأعضاء  لا يرغب فيه الكيان الصهيوني ,فمرور الكيان الصهيوني عبر المجلس للاتحاد الإفريقي من اجل الحصول على صفة المراقب يجعل من قبوله قبولا استثنائيا على غرار صفة عضوية فلسطين  التي هي مراقبا سابقا بالاتحاد الافريقي , فليس قبول الكيان الصهيوني في الاتحاد الافريقي بصفته مراقببا هو ما يقلق هذا الكيان على غرار ان اكثر من 46 دولة افريقية لها علاقات مع هذا الكيان ولكن تخوفه ينحصر في امرين اثنين.
الأمر الأول في ميثاق الاتحاد الأفريقي الذي يقدس الحركات التحررية للبلدان , فمجرد ان يطرح الأتحاد الأفريقي نفسه كوسيط لتسوية الصراع الصهيوني الفلسطيني تكون حتميية اعتراف الكيان الصهيوني بدولة فلسطين , و من هنا يبدأ المسعى لتسوية هذا الملف ’ و هذا ما تسعى الجزائر بقلة من الدول المتبقية ان تحصر الكيان في هذه الزاوية مراهنة على ثقل جنوب افريقية و قناعتها بالقضية الفلسطينية و كذلك نيجيريا  ضف الى ما تبقى من دول المغرب العربي بعد ردة المخزن التي ساهمت  سابقا اين كانت المنظمة الأفريقية في إفشال قمة اسرائيل افريقيا.
الأمر الثاني   أن مجرد ان تبقى مصر على نفس الخط مع الجزائر و بعض الدول في مجابهة الكيان الصهيوني في قائمة الدول التي تضع تحفظات على انضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي و التي تضعها اسرائيل في قائمة سوداء أمام الولايات المتحدة يجعل الجزائر الرابح الأكبر في تمثيل الاتحاد الأفريقي  للوساطة بين إثيوبيا و مصر في ملف سد النهضة بعد ان اقحم الكيان الصهيوني نفسه بعد الجزائر لتسوية هذا الملف.
و من هنا ان ما قامت به دبلوماسية الكيان الصهيوني باثارة قضية التقارب الجزائري الإيراني  على ارض الجار السوء ما هو الا وسيلة من وسائل الضغط لكبح مسعى الجزائر في تمرير انظمام الكيان على المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.
و ان نجح هذا الاتجاه الجزائري فقد تكون تسوية تصفية الاستعمار للأراضي الصحراوية من طرف جار السوء امرا وشيكا.
Exit mobile version