في الحدود الشرقية للجزائر و تحديدا في كل من تونس و ليبيا اسم نجلاء لا يمكنه أن يمر دون أن يستوقف اي متتبع للشأن الأقليمي للجزائر ، فنجلاء المنقوش الليبية أسمعت صوتها عاليا للكل بأن المشكل الليبي يحل بين الليبيين رغم فرقتهم و التواجد الأجنبي مرفوض جملة و تفصيلا، و هذا ما نادت به الجزائر رسميا منذ تأزم الوضع بليبيا.
نجلاء بودن رمضان التونسية التي عينها مؤخرا الرئيس قيس السعيد كأول امرأة رئيس حكومة تونسية، هي من مواليد 1958 بولاية القيروان، مهندسة جيولوجيا، أستاذة بالتعليم العالي ( المدرسة الوطنية للمهندسين)، اشرفت على على الخطة لتنفيذ برنامج البنك العالمي 2015 بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي هي من هي هل يكون له صوت كنجلاء ليبيا؟
إن اختيار نجلاء بودن رمضان من طرف رئيس الجمهورية التونسية، يستوقف العديد للجزم بأمرين اثنين
أحدهما، ما الذي دفع قيس السعيد لإختيارها أو قبولها؟ و الأمر الثاني ليس هناك فيتو أمريكي و لا فيتو قيادة الاركان التونسية كما حدث على تعيين الياس الفخفاخ
فللاجابة عن هذان السؤالين، فلا بد أن نسلط الاضواء على مدى التطابق بين ما كان يدعو اليه قيس السعيد في ظل أزمة البرلمان و تطلعاته مستقبلا و بين المسار المهني لنجلاء بودن رمضان
لقد كانت مفردات خطابات رئيس تونس لا تكاد تخلو من الحكامة ضد الفساد و تنظيم القطاع العام و تأهيله مجددا، و ليس من سبيل الصدفة ان تكون نجلاء التونسية تكنوقراطية و عملت مطولا مع مديرها بالبنك العالمي انطونيوس ( توني) فيرهايجن المختص في الحكامة ضد الفساد و إصلاح القطاع العام و له باعا كبيرا في هذا النهج في عدة من عواصم عالمية بداية من صربيا الي تونس في 2017
و من خلال هذا تصبح الرؤيا واضحة بأن نجلاء بودن ستطبق ما يريده قيس السعيد حرفيا كما كانت مع مديرها السابق انطونيوس (توني) و لكن هذا لا يمكنه أن يمر دون تنازلات من طرف قيس السعيد الزاهد في المال و المتمسك بالسلطة و هذا ما ستشهده تونس مستقبلا و خاصة بعد لقاء الدول العضوة في الفرنكوفونية بمدينة جربة التونسية في شهر نوفمبر القادم
إن إعادة الخارطة الاقتصادية لتونس و وضعها تحت تصرف الشركات الفرنسية و كذلك إعادة النظر في برنامج التسلح للبحرية التونسية من طرف فرنسا خالصة بعد إعادة هيكلة في القيادة العسكرية يجعل الكثير يتساؤل هل هذا ضمن إعادة رأب الصدع بين أمريكا و فرنسا بإفريقيا بعد أن تقهقر الدور الفرنسي في القارة السمراء؟ ام ان الانتقال الديمقراطي في العالم الثالث لا يتماشى مع الانتقال الاقتصادي و نموذج تونس و مصر قبلها خير دليل
إن من المؤكد بعد هذه الصفقة لقيس السعيد سينخفض الضغط الذي مارسه الإعلام الدولي عليه و سيكون لرجال الأعمال قولهم و فعلهم في تونس بينما الطبقة الهشة بعد أن افاقت من شهر عسلها أيكون واقعها فيه طوق نجاة لها مستقبلا؟؟