زيارة ابو مازن للجزائر تحمل بعدا استراتيجيا

ان خيبة امال القيادة المصرية في إعادة إعمار غزة و ملف الاسرى بعد أن نكث الكيان الصهيوني وعوده، و توعد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بسحب اعترافه بإسرائيل في نهاية شهر سبتمبر 2022 ان لم يكن هناك إجراءات عملية في مفاوضات السلام، يجعل من زيارة ابو مازن للجزائر تاخد طابعا استراتيجيا بكل المقاييس و خاصة ان الجزائر تعتزم استضافة القمة العربية في شهر مارس 2022.

حيث سيكون الملف الفلسطيني محوريا في القمة العربية بالجزائر، إذ ترى الديبلوماسية الجزائرية ان العودة للمبادرة العربية أقل ما يمكن به تحريك الملف الفلسطيني حتى و إن كان هذا المسعي يدفن اتفاقيات أوسلو التي ولدت ميتة بعد أن جسد الكيان الصهيوني على الأرض اتفاقيات ابراهام و هرول نحوها عديد من الدول العربية

إن قبول الفصائل الفلسطينية اللقاء بالجزائر خطوة جد مهمة في إطار فض النزاع بين السلطة الفلسطينية و مختلف الفصائل و هذا قد يتوج بإعادة هيكلة لحركة فتح و بذلك تكون فلسطين متحدة في مواجهة الكيان الصهيوني بلسان واحد.
و ان ينسف استخلاف ابو مازن قبل القمة العربية، و كل مناورات سحب القمة العربية من الجزائر تصبح مستحيلة لأن هذا معناه ان كل من يفعل هذا فهو عداء مباشر للقضية الفلسطينية و كذلك للمبادرة العربية ضف الى ذلك تبني كل من مصر و السعودية المبادرة العربية، و بذكر مصر انها خطت خطوة كبيرة في التقارب الكبير مع الجزائر و خاصة بين المؤسستين العسكريتين للبلدين.
و ما تلميح ابو مازن لمؤتمر عالمي حول القضية الفلسطينية من الجزائر يؤكد الدور المحوري للجزائر مستقبلا في هذا الملف و خاصة ان ضروف هذا المؤتمر مهيأة بإعتبار ان الولايات المتحدة جمدت عنوة نشاط الرباعية لتحجيم الدور الروسي في هذا الملف بحجة أزمة القرم.
و لذلك و من المؤكد ان الكيان الصهيوني مصدوم من هذه الخطوة الغير متوقعة من الجزائر بديلوماسيتها التي تتقوى يوما بعد يوم محاولة تجاوز المرحلة البوتفليقية التي كانت فيها الديبلوماسية في ثلاجة.
Exit mobile version