يمثل سوق الدواء في الجزائر ملعبا خصبا للوبيات الاستيراد , والتي جعلت هدفها استهلاك المواطن الجزائري اكبر كمية ممكنة من العقاقير دون مراعات لصحته..
الرشوة , الابتزاز, وحتى التهديد, كل السبل والطرق مباحة لتحقيق رقم اعمال اكبر فاكبر دائما, السوف تسيل لعاب الجميع , كيف لا وهي التي لا تعرف ركودا, فصحة الجزائريين أصبحت مجرد رقم اعمال بالنسبة لهؤلاء المخابر والتجار.
من رحمة ربي الى الحوت الأزرق المأساة متواصلة:
لطالما تصدرت فضائح صناعة الادوية في الجزائر الحدث , ولعل اشهرها فضيحة القرن دواء “رحمة ربي”, والتي لم تكشف بعد عن كل خفاياها , فكيف تمكن “دجال “من الحصول على ترخيص من وزارة سيادية بتصنيع “دواء” مجهول المصدر وتسويقه.
“رحمة ربي”, الخلطة المجهولة والتي ادعى صاحبها انه اكتشفها في “كوزينة المنزل” (المطبخ), ليتم بعد ذلك منحه رخصة لتصنيع وبيع خلطته, بترخيص رسمي من الجهة المختصة.
هذه الفضيحة كشفت عن حجم الفساد الذي وصل اليه قطاع حساس له علاقة مباشرة بصحة الجزائريين.
الحوت الأزرق, او الوجه الآخر لنتائج انتشار المهلوسات في الجزائر , فبدل كشف المستور, ذهبت بعض الأطراف لترويج “روايات” خرافية عن أسباب انتحار الأطفال.
فعصابات المهلوسات او ما يسمى “الصاروخ” أصبحت تنقل بضاعتها عبر شاحنات النقل الثقيل , وأصبحت تملك في كل ركن من اركان الاحياء في الجزائر بائعا , فمن أين تأتي تلك المؤثرات العقلية؟
وجه آخر من أوجه التسيب في استعمال سوق الدواء في الجزائر, او ربما هي حرب خفية تستهدف عقول الشباب؟.
الرشوة المقنعة , البيع المشروط, المنافسة غير العادلة:
سوق فيها كل شيء مباح, الرشوة المقنعة , البيع المشروط, المنافسة غير العادلة, هي أساليب لجا اليها بعض ممثلي هذه المخابر في الجزائر, حسبما كشف لنا احد الصيدليين والذي رفض ان يذكر اسمه.
وفي شهادة الصيدلي لموقع “الصحفي”, كشف لنا عن بعض هذه الطرق الملتوية والمخالفة للقانون من اجل ان يسوق الدواء في الجزائر .
الرشوة المقنعة, حيث يلجا فيها مندوب المخبر الطبي ,الى تقديم اربع علب إضافية من الدواء لكل علبة يتم شراؤها من طرف الصيدلي.
البيع, المشروط, حيث يقوم مندوب المخبر الطبي , والذي يمتلك حصرية بيع بعض أنواع الادوية , بفرض شراء أنواع أخرى من الادوية على الصيدلي, مقابل ان يبيعه الدواء الحصري.
المنافسة غير العادلة, تلاعبات في هامش الربح للدواء, وتعمل فيه المخابر على زيادة هامش الربح في الدواء لتصل أحيانا الى 80%.
كل هذه الطرق والتي يمنعهما القانون, تتم في ظل سكوت الأطراف المعنية بسلسة تسويق الدواء.
اطراف اقلقها عودة علي عون ؟
تنصيب علي عون ,وزيرا للصناعة الصيدلانية , اقلق بعض الأطراف في مجال صناعة الادوية, فالمدير السابق لمجمع “صيدال” العمومي, لم يخف توجهاته.
علي عون وفور تسلمه منصب وزير , كشف عن التوجه لصناعة الدواء محليا , كيف لا وهو من كان وراء اطلاق مشروع الانسولين الجزائري.
هذ الاسم ليس غريبا على مجال صناعة الادوية, فقد تقلد عون منصب مدير عام مؤسسة “صيدال” لصناعة الدواء سنة 1996, ليحول هذا المجمع العمومي في سابقة تاريخية, الى شركة عمومية ذات اسهم .
سبح “علي” ضد التيار فبينما جرفت أمواج الخصخصة سنوات التسعينات معظم النسيج الاقتصادي العمومي في الجزائر, استطاع بتسييره ان يجعل من مجمع صيدال, مثالا ناجحا ويحقق طفرة نوعية في الصناعة الصيدلانية الوطنية بتوطينه لصناعة الانسولين محليا.
عودة ربما قلبت الموازين
وقد حملت العودة الأخيرة لعلى عون الى مقاليد الصناعة الدوائية, بارقة امل في إعادة اطلاق مشروع الانسولين المحلي, حيث أمر وزير الصناعة الصيدلانية ، بعودة إنتاج الأنسولين، مانحا مهلة 3 أشهر للبدء في العملية.
وأكد عون، خلال زيارة قادته لوحدة إنتاج قسنطينة لمجمع “صيدال”، عزمه على إعادة عمل مصنع الأنسولين في الجزائر وتطويرها لصناعة “أقلام الحقن وتركيب الخرطوشة”، مانحا مهلة 3 أشهر لإنتاج الأنسولين.
عودة مصنع الأنسولين, والذي بقي مجمدا منذ 2006, ستسمح بكسر الاحتكار الذي مارسه مستوردو الدواء في الجزائر, خدمة لمصالح مخابر اجنبة على حساب الاقتصاد الوطني.