الحركى كلمة يطلقها الجزائريون على الذين حملوا السلاح ضد بلدهم ولصالح الإستعمار بإختصار شديد كما هو معروف بلغتنا العربية (الخونة). في هذا الشأن لسنا هنا من أجل التنديد ولا التأييد ولكننا من أجل تعميم الفائدة .
هذه الفئة “الحركى” فئة من الجزائريين ومن مختلف الجهات كانوا يتبعون للجيش الاستعماري الفرنسي وكانوا أول الفارين عند استقلال البلد .
هذه الفئة الحركى أو الخونة موجودة في كل المجتمعات بما فيها المجتمع الفرنسي حيث تعاون منهم الكثير مع الاحتلال الألماني 19401944 وقد تخلصت منهم فرنسا في معظمهم إعداما أو بعقوبات قاسية بعد تحرير أمريكا والحلفاء فرنسا .
هذا شأن الخونة في كل المجتمعات:
لكل قاعدة إستثناء والاستثناء هنا يتعلق بأرض طاهرة سوف تصبح في 1957 المملكة المغربية. هذه المملكة التي تشكلت من شعب الريف المكافح والشعب المراكشي بالإضافة إلى سكان سلطنة فاس . لم تعرف سلطنة فاس جيشا نظاميا حيث اقتصر الحكم هناك إلى غاية 1912 على نظام المخزن .
لقد قام المقيم الفرنسي العام “ليوطي” بضم بعض أفراد المخزن والكثير من قطاع الطرق وغيرهم من سلطنة فاس إلى الجيش الفرنسي منذ احتلال فرنسا على إثر صك الحماية الذي وقعه سلطان فاس عبد الحفيظ . ملخص هذا الصك تمثل في :
السيطرة التامة على السلطنة من طرف المقيم الفرنسي العام ليوطي. فأصبح بذلك سلطان فاس تحت إمرته مقابل مبلغ 500الف فرنك فرنسي قديم بالإضافة إلى قمع وضم مراكش الأصيلة والريف المكافح وبقية ما كان يطلق عليه أراضي السيبة وهي في الحقيقة أراضي الثائرين ضد العلويين وفرنسا .
في تلك الأثناء أي منذ 1912م إلى 1956م تاريخ استقلال السلطنة كانت فرنسا قد جهزت جيشا من أبناء السلطنة ليشكل فيما بعد ما يعرف بالجيش الملكي المغربي، هكذا أصبح هؤولاء الذين تربوا في الجيش الفرنسي والذين حاربوا دعاة الإستقلال وجيش التحرير الوطني المغربي وقبله جيش الريف العظيم وقائده المجاهد البطل الحاج عبد الكريم الخطابي قائد جمهورية الريف المجيدة . فأصبحت عقيدة هؤلاء العملاء أي المخزن و ما سوف يصبح الجيش الملكي عقيدة فرنسية استعمارية ، يحمون السلطان ومصالح الأجانب لحد الآن. من المعلوم بالضرورة أن عقيدة الجيش الفرنسي الاستعماري كانت بالأساس موجهة لقمع الثوار فيما سوف يصبح في 1957 المملكة المغربية بالإضافة إلى كراهية الثوار في الجزائر و اعتبار الجزائر عدو تقليدي لفرنسا و لعملائها. الأمر نفسه تربى وتكون في إطاره الحركى أو الخونة الذين سيشكل منه الجيش الملكي المغربي. من أهم قيادات هذا الجيش الجنيرال اوفقير وغيره .
هكذا أصبح اساس المملكة رجال كانوا في الجيش الفرنسي فإذا كان هذا واضح ومعلوم فإن الراية أو العلم المعروف لحد الان بأنه علم المملكة المغربية كان بنفس الطريقة بأمر من اليوطي خلال الحرب العالمية الأولى وجاء هذا الأمرعلى إثر إلغاء علم المخزن العلوي الذي كان يبرز النجمة السداسية التي كانت رمزا للعلويين منذ بدايتهم ومعروف أن النجمة السداسية أي نجمة داوود هي النجمة التي تميز العلم الإسرائيلي ولحد الان لم يجب العلوييون عن تبنيهم منذ بدايتهم نجمة داوود السداسية .
من الغريب جدا أن للمخزن لحد الان نشيدا وطنيا الفه القائد العسكري الفرنسي الذي كان مكلف بالفرقة الموسيقية والعسكرية لسلطنة فاس منذ بداية الحماية يتعلق الأمر هنا بالنقيب الفرنسي ليون مرقان ومن العجيب ايضا ان هذا اللحن لم توضع له كلمات يرددها المخزن إلا في 1970م بمناسبة تصفيات كأس العالم في المكسيك حيث شارك الفريق المغربي آنذاك فرأى الملك الحسن الثاني لزاما عليه أن يأمر الشاعر علي السقلي الحسيني بوضع كلمات لذلك الحن فإذا كنا لا نعارض أن يقوم فرنسي أو غيره بوضع أي لحن فمن غير المعقول إيجاد لحن للنشيد الوطني لأي بلد يألفه عسكري مستعمر.
إن أخطر ما يمكن ان يتحدث عنه أي شريف هو مصير الجيش الوطني المغربي الذي كان من أهم أسباب منح فرنسا الإستقلال الشكلي للسلطان بالإضافة إلى رغبة فرنسا في التفرغ للثورة الجزائرية .
نجد أن أفراد جيش التحرير الوطني المغربي أصبحوا بعد استقلال المغرب بين قتيل ومعتقل أو مهمش أو منفي هم وأسرهم إلا القليل.
كان كل هذا على يد المتعاونين مع فرنسا الذين سوف يشكلون الجيش الملكي المغربي .
جيش أساسه العمالة لفرنسا ، راية أمر بها و صممها الحاكم الفرنسي الإستعماري ، نشيد وطني ألفه ضابط فرنسي مستعمِر لا يمكن أن يكون دولة تمثل بلد مستقل و شعب حر أبدا .
و إلى ملاحظات أخرى .