في خطوة غير محسوبة و غير متوقعة أقدمت الرئاسة الفرنسية على فتح ملف الحركى لتعيد لهم الاعتبار بعد قرابة ستين سنة.
فلا مناص ان تكون هذه الخطوة تخدم الإنتخابات الرئاسية المقبلة لماكرون بعد أن رمت السترة الصفراء بشعبيته الي بئر سحيق ناهيك عن الضربات الموجعة التي تلقاها خارجيا من قضية الغواصات مع أستراليا ثم سويسرا و طائرات الرفال الي رومانيا و البوارج البحرية وصولا الي الاتفاق الإيطالي البريطاني لتطوير F35 من أجل تطويق فرنسا كونها أصبحت غير قادرة على حماية وجودها خارج حدودها.
ولكن إرتدادات ملف الحركى سيكون له صدى داخل فرنسا على اعتباره استفزازا لبعض اللوبيات النافذة في السلطة التي صدر قرارها في شخص ماكرون ليلقي مصير ساركوزي و في نفس الوقت مستفزا للسترات الصفراء، ولعل هذا الوضع المتعفن هو في صالح الجزائر و قد تكون بداية الاستثمار في التراجع الفرنسي قد بدأت ولعل هذا كان من صميم المحادثات في المكالمة التي تلقاها السيد تبون من نظيره الفرنسي البارح،
إن الدبلوماسية الجزائرية تعرف عهر السياسة الفرنسية و ان مواقفها لا مكان للشرف فيها، كما تعرف لغة استفزازتها و لغة ضعفها ان تجريم الاستعمار الفرنسي عبر البرلمان الجزائري سيكون بداية لتجريم فرنسا في كل مستعمراتها الأفريقية و هذا ما يعجل بوداعها للقارة السمراء نهائيا و خاصة بعد أن سلكت نهج الاغتيالات و الانقلابات للرؤساء المناوئين لها في هذه القارة، و ما أقدمت عليه السلطة المؤقتة بمالي بالتعاقد مع شركة فاغنر الروسية لحمايتها الا ادراك هذه الأخيرة ان مسعى الاغتيال مطروحا في الأجندة الفرنسية بمالي، و قد يكون للرئيس التونسي ان تجاوز هذه المحنة اتجاها في تمتين الرابط الامني بينه و بين الإدارة الأمريكية و إعادة رسم خريطة جديدة في الشأن العسكري بتونس
إن قرار الاليزيه العودة إلى برخان بعد نشره خبر مقتل ابو الوليد الصحراوي الأسبوع الفارط ما هو إلا استهلاك إعلامي، لإقناع الرأي العالمي انه لا زال يحتفظ بقوة استخباراته و قدرته على أن يكون لاعبا أساسيا في إعادة ترتيب الخارطة العالمية من طرف القوي الكبرى ( أمريكا، روسيا، الصين و بريطانيا) حيث يعرف المتتبعون للشأن الأفريقي ان القضاء على ابو الوليد كان مباشرة بعد انتقال فاغنر الروسية الي مالي و هذا ما يجعل فرنسا بهذه التصرفات خارج حسابات أمريكا و التاج البريطاني في تقاسم النفوذ الصيني الروسي في البحر المتوسط و القارة السمراء.