ان الاستعراض العسكري الذي قام به الجيش الوطني الشعبي يوم 5 جويلية 2022 بمختلف تشكيلاته و عرضه للأسلحة ذات الطابع الدفاعي أمام جمع غفير من مختلف القيادات المدنية و العسكرية إلى جانب ضيوف الشرف من رؤساء و وزراء اجانب و قيادات عليا في السلطة الفلسطينية قد كان له وقع كبير في نفوس غالبية الشعب الجزائري الذي يدرك المكانة التي تحتلها الجزائر إقليميا و دوليا ،كما أنه كان مستفزا لطبقة تعتقد انها من النخب التي تشاطر الرؤية الغربية للأمور ،باسم البرغماتية و الواقعية ،أو ما يراه المتتبعون منطق الغرب في العالم و الذي انتج عدالة القوة و قضى على قوة العدالة.
بالنسبة لهذا الفصيل والذي يعتبر المواقف المبدئية للجزائر في مساندتها للقضايا العدالة التي تخص الأمة العربية ( فلسطين و الصحراء الغربية ) بأنه أمر عاطفي لا يمت بصلة للمنفعة، و بالنسبة لهؤلاء يتوجب على الدولة الجزائرية مراجعة مبادئها او التخلي عنها ،إذ يستمد هذا الفصيل قناعته من أفكار غربية استعمارية كانت و لازالت تعتمد على سمو عرقها و ايديولوجياتها المتزمتة.
و ها هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يصرح من عاصمة الكيان الصهيوني بمنطق صهيوني تعدى صهيونية اليهود أنفسهم معتبرا ان كل مسيحي حقيقي هو صهيوني بطبيعة الحال ،ضاربا عرض الحائط موقف البابا في هذا الشأن معاديا للبروتستانت بقوة في نظرتهم للكيان الصهيوني على أرض فلسطين، معتبرا ان الشهيدة شيرين أبو عاقلة ليست مسيحية حقا كونها كانت معادية للصهيونية و بالتالي دمها لا يساوي شيء.
أذن ها هي قيادات الدول الغربية سياسيا و إعلاميا تجرها الولايات المتحدة كالخرفان في هلاك اقتصاداتها و تأزم عيشة مواطنيها ترى أين هو منطق البراغماتية ها هنا على أرض الواقع ؟
ان مواقف الجزائر في الشأن الفلسطيني و الصحراوي نابع من قناعة ثابتة لا تغيرها المواقف السياسية و لا التقلبات الاقتصادية لأنها مدركة للفصل الجوهري بين المبدأ و بين التحولات السياسية و هذا فعلا شرف لها و قيمة أخلاقية تعكس الوفاء لتضحيات الأمة بعيدا عن منطق الغرب ..

















