هل عملية تفجير الشاحنات الجزائرية تدخل في إطار الصّراع للسّيطرة على الطرق التّجارية الإفريقية القديمة (طرق الملح و الذّهب)؟ و ما هو سرّ تزامن الأحداث مع ذهاب شركة BOLLORÉ من الموانئ الافريقية ؟
بدون الإستهانة بخطر المخزن على حدودنا نودّ لفت الإنتباه إلى موضوع تجاهله الإعلام الجزائري و هو إنصراف شركة BOLLORÉ من موانئ افريقيا و طموح المغرب في السيطرة على الطرق التجارية القديمة التي دمّرتها فرنسا مباشرةً بعد إحتلالها لدول الساحل. هذه الطرق التجارية القديمة التي كانت شريان الحياة الإقتصادية و الثقافية و التي كانت قاعدة لوجيستية تنطلق منها القوافل من تيارت، تلمسان و ورڤلة لتصل إلى أقصى جنوب بلدان الساحل لتُساهم في عيش ملايين العائلات و تنمية مئات المدن ( خريطة الطرق في الصورة).
كلّ هذه الطرق همّشتها فرنسا و إستبدلتها بالطرق البحرية و الموانئ تُشرف عليها اليوم و تملكها شركة واحدة باسم BOLLORÉ .
تحرّكات و إعلانات بخصوص هذه الشركة الفرنسية تقول:
” الملياردير الفرنسي BOLLORÉ يستعدّ لبيع منشأته اللوجستية التي تُسيطر على التّجارة البحرية و الموانئ في أكثر من 20 دولة افريقية من دول الساحل ( مويتانيا، سنيڤال، نيجريا، غانا، الڤابون، كاميرون، توڤو ….) و تُكلّف بنكMorgan Stanley لدراسة العرض المُقدر بين 2 او 3 مليار أورو ” ،هكذا أعلنت جريدة “ليبيراسيون”الفرنسية الخبر بتاريخ 15 أكتوبر 2021 و كأنّها أعطت الضوء الأخضر لأطراف معيّنة للإستيلاء على الطرق التجارية الافريقية القديمة.
الجميع يدرك أن ميناء شرشال سيعتمد أساساً على هذه الطرق البرية للصادرات الجزائرية و الجميع يدرك أن إحياء هذه الطرق ما هو إلا إحياءاً لذلك الإزدهار الاقتصادي و لتلك الصلة و القرابة بين الجزائر و دول الساحل بحيث لا ننسى أن هذه الطرق كانت كذلك عاملاً اساسياً في نشر الاسلام و اللغة العربية .
و السؤال يبقى مطروحاً : ما هي الأطراف التي تسعى لإفشال المشروع الاقتصادي الجزائري؟ من هو المُمَوّل و إلى أي نفوذ تخضع ؟ و ماهي طموحاته الجيوستراتجية ؟
لخضر بن كولة مترجم و استاذ لسانيات سابقاً.