وان فورست سوميت “One Forest Summit” او “قمة الغابة الواحدة” و هي امتداد لمبادرة قمة المناخ العالمية “COP27” والتي انعقدت شهر نوفمبر المنصرم في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وحسب ما تم تداوله فقد خصصت مايسمى ب “مجموعة الدول العظمى” مبلغ 100 مليون دولار من اجل تمويل مبادرة “وان فورسا سوميت”.
وقد اكدت “مجموعة الدول العظمى” ان مبادرة قمة الغابة الواحدة هو الحل السحري و الذي سيحمي الثروة الغابية و التنوع البيولوجي و الطبيعي في منطقة حوض الكونغو “le bassin du Congo”.
لكن ما يثير الاستغراب في هذا المشروع، هو أن نفس تلك الدول العظمى هي من تتحمل المسؤولية “العظمى” في مسألة التلوث البيئي و الاحتباس الحراري و الذي كان نتاج مخلفات نشاط صناعي مكثف امتد لعشرات السنين لكبرى الشركات والمصانع العالمية “العظمى”.
وبهدف اقناع الافارقة بهذا الحل السحري ، فقد وجدت تلك الدول في الرئيس ماكرون مواصفات الموظف المطيع والذي يمكن ان يأدي المهمة بنجاح .
وقد شاهدنا ان الموظف الفرنسي عند “مجموعة الدول العظمى” إيمانويل ماكرون قد سارع في تقمص دور المنقد و الذي جاء فوق صحوة ,”طائرة نفاتة” مباشرة من باريس إلى الغابون من أجل “التشجيع على حماية التنوع الطبيعي من الاحتباس الحراري”.
“العولمة الصناعية” هي المشكل وتريد ان تكون هي الحل!
القاعدة الفلسفية تقول ان المشكلة لا يمكن ان تكون في نفس الوقت هي الحل، فشركة توتال الفرنسية وشيل البريطانية و الشركات الاخرى الصينية وغيرها لا يمكن ان تساهم في مشروع يضر بمصالحها.
وواقع الحال اليوم يقول ان كبريات الشركات والمصانع المتعددة الجنسيات هي من تتحكم في دفة العالم.
فشركة كعملاق الطاقة الفرنسي، توتال اينيرجي اصبحت اليوم المتحكم الرئيسي في صناعة القرار الفرنسي.
من جهتها شركة “آبل” الامريكية تحولت اليوم الى فاعل هام داخل اروقة السلطة التشريعية و التنفذية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد اصبحت هته الشركات الصناعية العملاقة، اليوم تصنف كدول قائمة بذاتها ومركزا لصناعة القرار في الكثير من دول العالم.
وفي يومنا هذا لم يعد احد يأمن بان هته المصانع الدولية يمكن ان تكون جزءا من الحلول التي يحاول الغرب تسويقها كعلاج سحري للمرض الذي اصاب الطبيعة.
“البعبع” الاقتصادي الصيني
لقد استطاعت الصين في ظرف وجيز ( منذ سنة 2015 الى يومنا هذا ) ان تتربع على عرش الاستثمارات في القارة الأفريقية، مزيحة بذلك العديد من الشركات العالمية الأوروبية وبالأخص الفرنسية منها.
و قد جاءت فكرة المحافظة على التنوع البيئ البيولوجي (l’action climatique et la préservation de la biodiversité ) ، والتي هي في حقيقة الأمر صيغة جديدة من أجل وضع قيود غربية جديدة على الصين، روسيا وبعض الدول النامية اقتصادية وصناعيا
والمدقق في قائمة الدول الفاعلة، الداعمة والراعية لفكرة التنوع البيولوجي و البيئي سيجد نفسه امام كتلة دول حلف الناتو اما مشاركة الصين وروسيا والهند ما هي الا مشاركة شكلية وفقط.
لذلك يمكن القول ان “الوان فورست سوميت” one forest summit, ما هي في حقيقة الامر الى “قوة واحدة تحكم” One” “force contrôle
وعلى ضوء هذا نستخلص ان ذريعة حماية البيئة ومشكل الاحتباس الحراري ما هو الا نسخة مطورة من ذرائع حقوق الإنسان، وتصدير الديمقراطية، ومكافحة الإرهاب وغيرها.
الجزائر و اهم الرهانات البيئية المستقبلية
الجيل الجديد من الحروب الهجينة ، اصبح يستعمل الاقتصاد كاداة استعمار غير مباشر، وعلى السلطات الجزائرية اليوم، ان تضع استراتجية مواجهة شاملة لتترجمها في الميدان بشكل فعال وسريع.
وقد بعث الرئيس تبون مؤخرا بتحذير قوي في هذا الاتجاه، وقد جاءت رسالة الغضب على بعض الإجراءات البيروقراطية كاشارة قوية على مكامن الخلل.
لتليها مباشرة بعد ذلك مجموعة قرارات رئاسية تم اتخاذها في مصلحة الزراعة والفلاحة ، كما تم في نفس السياق إعادة طرح مشروع السد الأخضر .
فرهانات المستقبل قد بدات اليوم، وقد غير مستعمر الامس من شكله القديم التقليدي ليرتدي زيا لا تقليدي هجينا .