الازمة الاوكرانية.. تسريع لعملية تفكيك القارة العجوز؟

قامت وسائل اعلام امريكية و اخرى فرنسية بتوجيه هجوم اعلامي شرس ضد سويسرا بعد ان اقدمت هذه الاخيرة على تدمير شحنة اسلحة كانت ضمن مخزون الجيش السويسري .
وقد كشفت وسائل الاعلام تلك،  ان  الجيش السويسري اقدم مؤخرا على تدمير شحنة اسلحة قديمة متكونة من نظام صاروخي جوي مضاد للطائرات كانت قد طورته احدى شركات الطائرات البريطانية في الستينيات..

هذه الخطوة السويسرية، اعتبرتها وسائل الاعلام الغربية ، بمثابة خروج عن “الإجماع الاوروبي” في قرار الدعم المطلق لحكومة زيلنسكي بالمال والعتاد في الصراع ضد روسيا.

نفس الاطراف الاعلامية الغربية اعتبرت ، ان اعلان “تدمير شحنة الاسلحة لقدمها” من جهة هي مجرد حجة لجأت اليها السلطات السويسرية للتهرب من ابداء موقفها الرافض للتورط في الازمة الاوكرانية.

ومن جهة اخرى تهدف السلطات الالفيتكية من وراء ذلك الى التاكيد على مبدأ “الحياد السويسري” في تسيير الازمات الخارجية.

وفي نفس السياق شهدت في وقت سابق الساحة الاعلامية الغربية،  هجوما شرسا تم توجيهه ضد المانيا بعد ان كشف رئيس وزرائها  ” اولف شولتس” عن رفضه لتسليم دفعة دبابات “ليوبار” لاوكرانيا .

الرفض الالماني لتسليم اسلحة لاوكرانيا، تلته زيارة رئيس وزرائها الى الصين حيث كشف خلالها “اولف شولتس” عن عقد جديد لشراكة اقتصادية المانية صينية.

الخطوات الالمانية تم اعتبارها ضربا بعرض الحائط للاملاءات الأمريكية و التي تعارض كل تقارب مع روسيا و حلفاءها.

وقد تزامن هذا التباين داخل بيت “الإتحاد الاوروبي”  مع اعلان بعض الدول  الاوربية عن عدم قدرتها على توفير الذخيرة الحربية للجيش الاوكراني.

هل ادت الحرب الاوكرانية الى لعب دور المسرع في عملية تفكيك “الاتحاد الاوروبي”

التوهان السياسي داخل كتلة الدول الغربية و الذي انعكس من خلال اتخاذ  قرارات فردية لبعض الدول الاوربية، قد يأشر لبداية تغييرات جدرية داخل اكبر تكتل اقتصادي و عسكري في العالم .

فالمشهد الجيوسياسي الحالي داخل القارة العجوز قد اصبح أشبه بالمشهد الذي سبق تفكيك الامبراطورية العثمانية فيما سمي بحالة “الرجل المريض”.

Exit mobile version