منطقة مايسمى “الساحل الافريقي”, او “جنوب الصحراء” قد شهدت في السنوات الماضية عدة عمليات خطف لمواطنين اجانب من قبل الجماعات الارهابية.
وقد اصبحت عمليات خطف الاجانب تجارة مربحة بالنسية لهذه الجماعات الارهابية التي انتشرت على طول يلدان الساحل الافريقي.
وخاصة اذا علمنا ان دولا اصبحت تعلن صراحة على قبولها لشروط هذه الجماعات مقابل اطلاق سراح رعاياها.
وفي هذا السياق جاء خبر إطلاق صراح الصحفي الفرنسي “اوليفي ديبوا” الذي اختطف في الثامن من أفريل 2021 في مالي من طرف تنظيم القاعدة، حيث ان الخبر بقدر هو مفرح ، الا ان ذلك لا يمنع من طرح تساؤلات عن خلفيات هذه الحادثة.
للتذكير ، كان زعيم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” المدعو “العنابي” قد ظهر في يوم 6 مارس من هذا الشهر، و في حوار “خاص” مع قناة وزارة الخارجية الفرنسية “فرانس24”, والتي من خلالها اعترف أن الصحفي الفرنسي “اوليفي ديبوا” محتجز كرهينة لدي تنظيم القاعدة كما أنه لم يخفي نيته في عقد “صفقة” مع السلطات الفرنسية من أجل إطلاق سراحه.
6 مارس 20 مارس ، عملية تحرير قصيرة
نعم منذ ان بعث زعيم القاعدة في بلاد المغرب “العنابي” برسالته عبر “فرانس24”, لم يمر الا 15 يوم لنجد ان المختطف قد افرج عنه امس 20 مارس!
وهنا وجب التوقف، قليلا.
مقابل ماذا تم الافراج عن الصحفي الفرنسي؟ وهل كانت مدة 15 يوم فقط كافية للسلطات الفرنسية من اجل التفاوض مع زعيم القاعدة، وكم دفعت له؟
اعلام فرنسي يفتح ابوابه لارهابي !
كما دفعت هذه العملية الى تسليط الضوء على القناة الاعلامية الفرنسية”فرانس24″ والدور الذي لعبته في قضية تحرير الصحفي “اوليفي ديبوا” من ايدي منظمة القاعدة في افريقيا.
كيف وصلنا الى هذا!….”ارهابي دولي” يملي شروطه على الملأ وعير قناة تابعة لدولة، وطبعا لم يكن مفاجئا ان تعود نفس تلك الذراع الاعلامية الفرنسية وتنفرد بخبر الافراج عن الصحفي!!!
بالإضافة الى كل هذا الشيئ ، “وكأن الامر لم يكن بحاجة الى تعقيد اكثر”، فقد عمدت قناة “فرانس24”, الى اختيار صحفي فرانكو جزائري “سمير نصر ” من اجل لعب دور المحاور مع زعيم تنظيم مصنف ارهابي.
عملية معقدة تتحول الى لعب اطفال
ان عمليات تحرير الرهائن، هي احدى اصعب المهام التي تواجه سلطات اي دولة، ويلعب هنا جهاز المخابرات دورا اساسيا في تسيير وتنظيم المخطط.
وفي حالة الصحفي الفرنسي المفرج عنه، سنجد حتما ان يد “DGSE”, قد لعبت دورا هاما، وخاصة انها على دراية بكل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بنشاط الجماعات الارهابية في منطقة الساحل والصحراء.
لكن هذا كله لا يمنع من التاكيد على ان مدة 15 يوم هي فترة قصيرة جدا من اجل تنفيد عملية معقدة تتمثل في اطلاق رعية مختطفة، وخاصة اذا علمنا ان تنظيم ما بسمى “القاعدة” قد عرف فيما سبق بتعنته خلال اجرائه لمثل هذه العمليات.
نهاية الارهاب في افريقيا؟ او اعادة طرح ورقته من جديد؟
ان عملية التشهير المجانية، التي حظي بها زعيم القاعدة في افريقيا في بلاطوهات مجمع اعلامي فرنسي، قد تدفع ببعض قادة الارهاب المنسيين في هذه المنطقة الى اتباع خطوات “العنابي” من اجل الحصول على شرف الظهور على “فرانس24”.
الاكيد اليوم في هذا الامر ، هو ان خطوط الاتصال والتواصل مع هذه الجماعات الارهابية قد دخلت مرحلة نشاط بعدما عرفت فيما سبق فترة خمول .