“ان الولايات المتحدة الأمريكية منفتحة على فكرة مناقشة الحدود الاوكرانية مع روسيا” انطوني بلينكن.
نعم. …هو بالذات تصريح لمسؤول الخارجية الامريكية الحالي. “انطوني بلينكن” والذي يبدوا انه فتح الباب امام شيئ جديد قد طرأ .
هذا الطرح الجديد في ازقة السياسة الامريكية، قد اذخل الخوف في صفوف سلطات كييف والدول التي وقفت في جانبها (خاصة دول الناتو).
فهل اقتنع اخيرا بلينكن ان روسيا لن تفرط في حماية مجال امنها القومي!؟.
“الحرب الاوكرانية او الاوراسية” و على الرغم من كل الدعم المالي والعسكري المتواصل، والذي تحصلت عليه من دول حلف الناتو وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تقارير الاستخبارات الأمريكية اصبحت اليوم تشكك في قدرة الجيش الاوكراني على تحمل المزيد من الأعباء القتالية الحربية.
وقد جاءت تصريحات “بلينكن” لتشير, ان اجهزة المخابرات الامريكية قد بدات تتبنى رؤية موضوعية في قضية اوكرانيا.
لكن هذا لا يمنع من ان هامش المناورة في التصريحات الدبلوماسية يبقى دائما وارد، “فلا نية في التصريحات”، فصانع القرار في واشنطن لا زالت تستهويه فكرة استنزاف “الجيش الروسي” واذا وجد الفرصة فلن يفلتها.
وفي هذه الحالة يمكن ان ندرج تصريحات “بلينكن” في خانة محاولة تنويم لل”الدب الروسي” ، من خلال الدفع بورقة المفاوضات من جديد ، بعد العجز المسجل في ايجاد حلول عسكرية بادراة زيلنسكي.
وفي قراءة ثالثة ليس من المستبعد ان تكون خرجة الولايات المتحدة الامريكية، كإشاراة “وخز دبلوماسي” موجهة لدول الاتحاد الاوروبي، الاتحاد الذي لم ينخرط بالطريقة المرجوة من امريكا.
وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى التردد المسجل في موقف الثنائي الاوروبي “المانيا و فرنسا”، واللتان ابقتا على مسافة بينها وبين التدخل المباشر في المعترك الاوكراني.
التقارير اليوم تشير أن الاتحاد الأوروبي لن يكون أداة ضغط في يد امريكا ضد روسيا وهذا بسبب ملف الطاقة الذي أرهق صناع القرار داخل البرلمان الأوروبي.
فبعد “سنة حرب ” لا أوروبا استطاعت إيجاد بديل للغاز الروسي، ولا اوكرانيا حققت الانتصار المنتظر.
وهنا نركز على بعض التصريحات الاخيرة لبعض النواب الأوروبين، حيث أكدوا بأن روسيا ويالرغم من مرور سنة على الحرب لا زالت تكسب الأموال نتيجة بيعها للغاز عن طريق نظام الوكلاء (اي عن طريق الوساطة).
فمنذ بداية الحرب الاوكرانية، تحولت دول كتركيا و أذربيجان إلى وسطاء لتسويق “النفط الروسي” في أوروبا.
وهذا ما أكده المركز الفيلندي للطاقة ، حيث اشار الفنلنديون، ان تركيا و أذربيجان قد تحولتا إلى محور عبور للغاز والبترول الروسي.
و هذه الحصيلة السنوية ربما ما دفع اليوم الولايات المتحدة الامريكية ، الى ممارسة سياسة الضغط (من خلال تصريح بلينكن) على دول الاتحاد الأوروبي للالتفاف أكثر فأكثر حول الاستراتيجية الأمريكية.