شهدت اليوم العاصمة الجزائر انطلاق اعمال الندوة الدولية “المشترك الصوفي الجزائري الإفريقي، قوة ناعمة من أجل مستقبل إفريقيا”.
الندوة الدولية المشترك “الصوفي الجزائري الإفريقي” منظمة في إطار برنامج الطبعة ال26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب.
وقد اشرفت وزيرة الثقافة الجزائرية، صورية مولوجي، على مراسيم إفتتاح الندوة الدولية.
مراسيم الإفتتاح ،جرت بحضور الخليفة العام للطريقة التيجانية بالجزائر وعموم إفريقيا الشيخ سيدي علي بلعرابي أحمد التيجاني.
الندوة عرفت ايضا، حضور رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني.
مراسيم الإفتتاح شهدت ايضا حضور نخبة من شيوخ الزوايا والباحثين من الجزائر وبلدان إفريقية.
و في كلمتها الافتتاحية, قالت وزيرة الثقافة، صورية مولوجي، ان الجزائر ظلت وفية لمواقفها المبدئية تجاه القارة الإفريقية, منذ حركات التحرير والمطالبة بتصفية الاستعمار.
مولوجي، اشارت ان الدول الإفريقية كانت سندا للثورة الجزائرية وكانت ثورة نوفمبر روح التحرر والكرامة في إفريقيا.
وزيرة الثقافة، قالت أن التراث الصوفي الجزائري “مستمد من تاريخ ارتبط فيه التصوف بالمقاومة ضد الاستعمار في القرن ال19”.
مولوجي اضافت قائلة, “سواء في الجزائر أو بعض الدول الإفريقية, كانت التيجانية والقادرية والسنوسية و… القوة الرمزية التي اعتبرها الأفارقة سلاحهم من أجل حريتهم وكرامتهم”.
مولوجي اكدت ان هذه الحركة الروحية قد “انطلقت من حواضر الجزائر العلمية منذ القرن ال15, وهي مرحلة راسخة في علاقة الجزائر بإفريقيا “.
التصوف إشعاع معرفي
وزيرة الثقافة الجزائرية صورية مولوجي، اوضحت ان التصوف كان “عامل إشعاع معرفي وصلح اجتماعي, ولعب دورا في الاستقرار في الإمبراطوريات الإفريقية”.
الوزيرة اشارت ان المشيخة الصوفية الجزائرية يمكن ان تكون قوة في فض النزاعات ومعالجة الأزمات الاقتصادية ومخاطر البيئة والهجرة والتطرف والإرهاب والفقر”.
صورية مولوجي اضافت قائلة الفكر المتطرف يحتاج إلى “معالجة سياسية ودبلوماسية باستثمار طريقا جديدا للدبلوماسية يعتمد تفعيل المشيخة الدينية الجزائرية وتطويرها”..
وقالت مولوجي ان “التصوف والطرق الصوفية كقوة رمزية لا تخلو عن كونها عاملا فاعلا للتأثير في السياسات وفي بعث القيم الروحية والثقافية التي وفرها الفضاء الصوفي للأفارقة منذ قرون”.
مضيفة “كما يعتبر التصوف اليوم أحد أهم أوجه الأمن الفكري في مواجهة عولمة جارفة وعنصرية مقيتة مازالت تمارس في العالم”.
من جهته, رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية وعميد جامع الجزائر, الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني, في تدخله, أن “الطريق الصوفي هي الجمع بين الشريعة والحقيقة”
الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني شدد في كلامه على “رفض فكرة وحدة الأديان وأوهام المشروع الإبراهيمي, من خلال الحرص على ميزان الشرع الحنيف والسنة وعلى الإبتعاد عن كل دخيل مدسوس على التصوف الأصيل”.
و تستمر فعاليات صالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.