في حوار للصحفي محمد سيدمو من جريدة “الخبر“، أكدت النائبة الفرنسية صبرينة صبايحي التزامها بالدفاع عن قضايا الجزائر وذاكرتها الاستعمارية داخل البرلمان الفرنسي. وتحدثت عن تصاعد الخطاب المعادي للجزائر في فرنسا، وانتقدت مواقف بعض المسؤولين الفرنسيين، مشددة على ضرورة الاعتراف الكامل بجرائم الاستعمار. كما تطرقت إلى مشاريعها المستقبلية بخصوص الذاكرة، وموقفها من قانون تجريم الاستعمار الذي يعتزم البرلمان الجزائري تبنيه.
تصاعد الأزمة بين الجزائر وفرنسا وتأثيرها على الجالية
ترى صبايحي أن الوضع الحالي بين البلدين لا يعكس متانة الروابط التاريخية التي تجمعهما، محذرة من أن الجزائريين أصبحوا يُستخدمون ككبش فداء للأزمات الداخلية في فرنسا. وأكدت أن محاولات تشويه صورة الجالية الجزائرية في فرنسا لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات، داعية إلى تهدئة الأوضاع والحوار المسؤول.
دور ماكرون ووزير خارجيته في الأزمة
تعتقد النائبة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون لديه رؤية مختلفة عن تلك التي يروج لها وزير داخليته، إلا أن غياب موقف واضح وحاسم من قصر الإليزيه ووزارة الخارجية يسمح لخطاب روتايو بالتمدد داخل المشهد السياسي. وانتقدت صبايحي ما وصفته بتراجع الدبلوماسية الفرنسية عن لعب دورها الحقيقي في تعزيز العلاقات الثنائية.
الاتفاقيات الثنائية بين الجزائر وفرنسا
أثارت اتفاقية 1968 بين البلدين الكثير من الجدل في فرنسا، إذ يرى البعض أنها تشجع الهجرة الجزائرية، فيما يعتبرها آخرون بلا جدوى. بالنسبة لصبايحي، فإن التركيز المبالغ فيه على هذه الاتفاقية يخدم أجندات معينة، معتبرة أن العودة إلى اتفاقيات إيفيان قد تكون البديل في حال تم إلغاؤها.
معركة الذاكرة والاعتراف بالجرائم الاستعمارية
تؤكد صبايحي أن دفاعها عن ملف الذاكرة ينبع من قناعتها العميقة بعدالة القضية الجزائرية، مشيرة إلى أن فرنسا مطالبة بمواجهة ماضيها والاعتراف بمسؤوليتها التاريخية. وأوضحت أن العمل على الاعتراف بمجازر 8 ماي 1945 لا يزال مستمرًا، مشيرة إلى أنها وزملاءها يخططون لإحياء الذكرى الثمانين لهذه الأحداث عبر زيارة خاصة إلى سطيف.
البرلمان الجزائري ومشروع تجريم الاستعمار
علّقت صبايحي على النقاش الدائر في البرلمان الجزائري حول مشروع قانون يجرّم الاستعمار، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تطورًا طبيعيًا ومنطقيًا في مسار استعادة الحقوق التاريخية، مؤكدة أن النضال ضد الاستعمار لا يزال قائمًا في العديد من المناطق حول العالم، ومن بينها غزة.