رياح الهارمتان: العاصفة التي تحمل الأمراض!

تُعد رياح الهارمتان ظاهرة موسمية تضرب مناطق واسعة من غرب إفريقيا، حاملةً معها كميات هائلة من الغبار والجسيمات الدقيقة. ورغم أن هذه الرياح تُعرف بتأثيرها على المناخ والرؤية، إلا أن لها انعكاسات صحية خطيرة، أبرزها دورها في نقل الأمراض وانتشار الالتهابات التنفسية، وفقًا لما كشفته دراسات حديثة.

يحدث الهارمتان خلال الأشهر الجافة، حيث تنقل الرياح القادمة من الصحراء الكبرى ملايين الأطنان من الغبار الناعم إلى المدن والقرى، مما يؤدي إلى تدهور جودة الهواء وزيادة حالات الأمراض التنفسية، خاصة بين الأطفال وكبار السن. وتشير الأبحاث إلى أن هذه الجسيمات المحملة بالهواء قد تحتوي على بكتيريا وفيروسات، مما يسهم في انتشار أمراض مثل التهاب السحايا والالتهابات الرئوية.

إضافة إلى ذلك، يؤثر الهارمتان على المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو وأمراض القلب، حيث يؤدي استنشاق الغبار إلى تفاقم الأعراض وزيادة الحاجة إلى الرعاية الصحية. كما أن الرؤية المحدودة بسبب كثافة الغبار تساهم في ارتفاع معدلات حوادث المرور، ما يجعل لهذه الرياح أضرارًا متعددة تتجاوز التأثيرات الصحية المباشرة.

من أجل الحد من المخاطر، يوصي الخبراء باتخاذ إجراءات وقائية، مثل ارتداء الكمامات عند الخروج، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة غبار عالية، واستخدام أنظمة تنقية الهواء داخل المنازل. كما يدعو العلماء إلى مزيد من الأبحاث حول العلاقة بين الجسيمات المحمولة بالهواء وانتشار الأوبئة الموسمية.

تؤكد هذه الظاهرة على أن التأثيرات البيئية تتداخل بشكل معقد مع الصحة العامة، مما يستدعي استراتيجيات شاملة للتعامل مع التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية.

المصدر: The Conversation

Exit mobile version