أعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان نوال بارو، عن رغبة بلاده في إعادة بناء شراكة متكافئة وهادئة مع الجزائر، مشددًا على أهمية تجاوز التوترات الأخيرة التي اعتبرها “غير مسبوقة” وغير مفيدة للطرفين.
وفي تصريح له أمس عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, قال الوزير الفرنسي: “لقد جئت إلى الجزائر حاملا رسالة من رئيس الجمهورية مفادها أن فرنسا تتطلع إلى طي صفحة التوترات الراهنة, لإعادة بناء شراكة متكافئة مع الجزائر تتميز بالهدوء والسكينة”.
وأكد بارو أن زيارته جاءت استجابة سريعة للمكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيسين تبون وماكرون في 31 مارس، والتي وضعت أسسًا لإعادة تفعيل التعاون الثنائي.
و اشار بارو أن أبرز النقاط التي تم الاتفاق عليها:
إعادة تفعيل كافة آليات التعاون بين البلدين في جميع القطاعات.
استئناف التعاون الأمني، بما في ذلك الاتصالات بين أجهزة الاستخبارات واجتماع مرتقب لمسؤولي الأمن.
تجديد الحوار القضائي وتسهيل التعاون في ملفات الإنابات القضائية والأملاك المكتسبة بطرق غير قانونية.
تنشيط التعاون في قضايا الهجرة والتأشيرات عبر آليات قنصلية سلسة، وتنظيم لقاء بين القناصل الجزائريين ومسؤولي المقاطعات الفرنسية.
تحفيز التعاون الاقتصادي، خاصة في مجالات الصناعات الغذائية والسيارات والنقل، مع التحضير لاجتماعات اقتصادية عليا قبل الصيف.
استئناف العمل في ملف الذاكرة بين المؤرخين الفرنسيين والجزائريين، مع تأكيد زيارة مرتقبة لبنجامين ستورا.
استئناف الحوار الدبلوماسي بين وزارتي الخارجية، مع اجتماع مرتقب بين الأمناء العامين في أغسطس.
كما التمس الوزير الفرنسي من الرئيس تبون لفتة إنسانية تجاه الكاتب بوعلام صنصال لأسباب صحية وإنسانية.
هذا و شهدت العلاقات الجزائرية-الفرنسية خلال السنة الأخيرة تقلبات ملحوظة، تميزت بفترات من التوتر وأخرى من التقارب.
في نوفمبر 2024، اعتُقل الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال في الجزائر بتهم تتعلق بتهديد الأمن الوطني، مما أثار انتقادات من فرنسا ودعوات للإفراج عنه.
و تصاعدت التوترات بسبب محاولات فرنسا ترحيل مواطنين جزائريين تعتبرهم خطرين، ورفض الجزائر استقبالهم، مما أدى إلى سجالات دبلوماسية بين البلدين.