تحوّلت بعض البرامج التلفزيونية في الجزائر إلى منصات لعرض فضائح أسرية وقصص تتعلق بالشرف والنزاعات العائلية، في مشهد يثير الجدل حول دور الإعلام في بناء الوعي أو هدم القيم. عوض أن تكون هذه الحصص فضاءً للحوار أو التوعية، باتت مساحة مفتوحة للفضائح والتشهير، ما جعل بعض المختصين يحذرون من تأثيرها على التماسك الأسري والأمن الثقافي.
في هذا السياق، استعرض تقرير نشرته جريدة الخبر جملة من الحصص التي شغلت الرأي العام، بداية من قصة شقيقتين اختلفتا أمام الكاميرا حول حضن الأم، إلى حالات أكثر حدة مثل حكاية فتاة اتُّهمت بالخيانة، وانتهى بها المطاف في دوامة عنف عائلي وقضائي. كما أشار التقرير إلى حالة شابين وُصفا بأنهما شوهدا يتعرضان للإهانة أمام الجمهور، فقط لأنهما عبّرا عن حب فاشل أو عداوة أسرية.
و يصف مختصون في التقرير أن هذا التوجه بأنه خطر على الأمن الثقافي في الجزائر، إذ يتم تسويق هذه البرامج كحلقات توعية، بينما تنحرف نحو تشويه قيم الأسرة وتكريس مفاهيم الانفصال والتجريح. النفسانية سميرة بعداش ترى أن هذا الإقبال يعكس غياب الحوار داخل الأسر، مما يدفع الأفراد إلى تفريغ أزماتهم أمام الجمهور في محاولة للفت الانتباه وطلب النجدة. أما البروفيسور مراد ميلود، فيُحذر من استنساخ برامج أجنبية دون مراعاة الخصوصيات الجزائرية، منتقدًا غياب المختصين في إعداد هذه المحتويات.
كما يرى مختصون أن هذا النوع من المحتوى يسوّق لمفاهيم سلبية، ويعزز ثقافة الفضول المرضي، مؤكدين ضرورة مراجعة مضامين هذه البرامج التي باتت تستغل آلام الناس لتحقيق نسب مشاهدة.
هذا التحول من الإعلام التثقيفي إلى الإثارة السوقية، يُضعف الرسالة الإعلامية ويمس بكرامة الأفراد، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من سلطات الضبط ومؤسسات التكوين الإعلامي.