عندما تطير طائرة صغيرة، رسمها أطفال على الورق، وتتحول إلى شريط سينمائي على الشاشة، فهي لا تنقل صديقًا فقط، بل تحمل شعبًا بأكمله يرفض الظلم وينتصر للحق.
في قاعة “السينيماتاك” بوسط الجزائر العاصمة، انطفأت الأضواء لتُضاء القلوب، لم يكن الحاضرون أمام فيلم كرتوني عادي، بل أمام رسالة مُجنّحة تحملها “طيور السلام”، من الجزائر إلى فلسطين، من طفل إلى آخر، ومن حلم إلى واقع مرٍّ لكنه مفعم بالأمل.
تدور أحداث فيلم الرسوم المتحركة حول صلاح الدين، طفل جزائري يتعرف على جهاد، طفل فلسطيني عبر الإنترنت، فتجمعهما صداقة بريئة، تتجاوز الحدود والظروف، لكن الحرب تنقضّ فجأة، لينقطع الاتصال بينهما.
من هنا تبدأ المغامرة، صلاح الدين، مدفوعًا بالوفاء والصداقة، يجمع أصدقاءه ويصنع طائرة بأيديهم الصغيرة وقلوبهم الكبيرة… أما الهدف فإيجاد صديقهم جها، في رحلة ليست مجرد طيران، بل تجسيدا لقيم التضامن، والأخوة، والمقاومة.
اللافت في شخصيات الفيلم، تلك الرمزية اللافتة، إذ لم يكن اختيار الأسماء صدفة، لأن صلاح الدين، بطل تحرير القدس، يحمل في اسمه عبق التاريخ، أما جهاد فيرمز إلى طريق النضال من أجل الحرية والكرامة، بينما الطائرة تعد تعبيرا عن قوة الإرادة، و أن العلم والمعرفة سلاح أيضًا.
“فيلم طيور السلام” ليس فقط فيلمًا كرتونيًا، إنما تذكير مؤثر بأن الشعب الجزائري لم ولن يتخلى عن قضايا الحرية، وبأن فلسطين ما زالت حاضرة في قلوب الصغار قبل الكبار.
الفيلم أخرجه خالد بعوش وأنتجه الدكتور بركان بودربالة، في عمل فني يُجسّد التلاحم العميق بين الجزائر وفلسطين، ويزرع في الأجيال القادمة بذور التضامن والإنسانية.
جدير بالذكر، أن العرض الشرفي للفيلم الكرتوني، كان تحت اشراف وزارة الثقافة والفنون، وقد تم عرضه يوم 12 أفريل .