اعتبر محللون سياسيون أن التصعيد المتواصل من طرف النظام الانقلابي في مالي ضد الجزائر يدخل ضمن ما وصفوه بـ”عمل انتحاري”، يهدف إلى صرف الأنظار عن إخفاقات داخلية مستمرة منذ أربع سنوات في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن.
ورأى الخبير محمد خوجة أن الخطاب العدائي من باماكو لا يعكس فقط الفشل الداخلي، بل يكشف عن ارتباطات واضحة بقوى خارجية تسعى لخلق توتر دائم في المنطقة. وأشار إلى أن النظام المالي يعتمد على “شيطنة عدو خارجي”، أي الجزائر، من أجل التهرب من المساءلة الشعبية حول أدائه المتعثر.
وفي السياق ذاته، أكد أستاذ العلوم السياسية أرسلان شيخاوي أن السلطة الانقلابية في مالي “تلعب لعبة خطيرة”، بدأت ملامحها منذ تصريحات نائب رئيس الوزراء المالي في الأمم المتحدة، والتي مثلت مستوى غير مسبوق من الاتهامات المباشرة للجزائر. وأضاف أن هذا المسار من التصعيد يضع مالي في مواجهة عزلة دبلوماسية ويهدد استقرار المنطقة، خاصة في ظل هشاشتها الأمنية.
كما شدد المحلل رضوان بوهيدل على أن سلوك النظام المالي لا يأخذ بعين الاعتبار علاقات الشعوب أو التاريخ المشترك، بل يسير وفق سياسة عشوائية تفتقر لأي رؤية داخلية واضحة. أما رشيد علوش، فربط تصرفات المجلس العسكري بأجندات خارجية تعمل على جر الجزائر إلى مربع التوتر، في محاولة لإرباك استراتيجيتها في الساحل التي تركز على الاستقرار والتنمية كسبيل لمعالجة الإشكاليات.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية