وداعًا للفرنسية، الإنجليزية تسيطر على الجامعات!

تطرق lمقال لموقع The Heritage Times الى قرار الجزائر اعتماد اللغة الإنجليزية بدلاً من الفرنسية في الجامعات ابتداء من سبتمبر 2025, معتبرا أن هذه الخطوة ستساهم في فتح أفق الطلاب نحو العالم، من خلال تمكينهم من استخدام لغة معترف بها عالميًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

وقال الموقع انه على الرغم من أن الفرنسية كانت تستخدم بشكل واسع في الجزائر على مدى سنوات، إلا أن الإنجليزية باتت تعتبر أكثر فائدة في مجالات مثل العلوم والتجارة الدولية. وقد أكدت دراسة حديثة لعام 2025 أن هذا التحول سيساعد الجامعات الجزائرية على تحسين قدرتها التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

و اشار المقال حسب ما أوضح بعض الخبراء أن “السياسة تلعب دورًا كبيرًا في هذا القرار. العلاقات بين الجزائر وفرنسا شهدت توترًا مؤخرًا، خاصة بعد الدعم الفرنسي للمغرب في نزاع الصحراء الغربية. في خطوة تعبيرية عن الاستياء، استدعت الجزائر سفيرها من باريس”.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور بوراووي سيف الله من إحدى الجامعات الجزائرية: “من الصعب فصل السياسة عن التعليم هنا، فالاثنان مرتبطان، وربما تكون السياسة هي السبب الرئيسي وراء هذا التغيير في الوقت الحالي”.

و اشار theheritagetimes أن الجزائر ليست الوحيدة التي تشهد تحولًا بعيدًا عن الفرنسية. فالدول الأفريقية مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو قد تخلت مؤخرًا عن المنظمة التي تدافع عن اللغة والثقافة الفرنسية، متهمة فرنسا باستخدامها للهيمنة على هذه البلدان.

وذكرت الخبيرة في اللغويات، روزماري سالوموني، أن هذه الدول تتخذ خطوات متنوعة للابتعاد عن النفوذ الفرنسي، بدءًا من إلغاء الفرنسية كلغة رسمية وصولاً إلى طرد القوات الفرنسية وتغيير أسماء الشوارع التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية.

من جانبه، وصف الأستاذ الجزائري، سعدالله بوبكر-خالد، الفرنسية بأنها “لغة مفقودة” في بعض المستعمرات السابقة. وأضاف أن الشباب يفضلون الإنجليزية لأنها تفتح أمامهم فرصًا أفضل للعمل والتعليم.

وأوضح البروفيسور سيف الله أن “الإنجليزية هي لغة العلوم والأعمال والتواصل الدولي”، مؤكدًا أن الجزائر تطمح إلى نجاح طلابها على الصعيد الدولي.

ومع ذلك، اعتبر الموقع ان التحول إلى الإنجليزية لن يكون أمرًا سهلاً. فالكثير من الطلاب والأساتذة الجزائريين لا يتقنون الإنجليزية بعد بشكل كافٍ. وقد أشار البروفيسور سيف اللة إلى أن الجامعات بحاجة إلى المزيد من الكتب الدراسية بالإنجليزية، بالإضافة إلى ضرورة تدريب الأساتذة وتوفير الوقت الكافي للتكيف مع هذا التحول.

وأكدت سالوموني على ضرورة تقييم مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطلاب وتقديم دورات إضافية إذا لزم الأمر. كما اقترحت تعيين أساتذة ناطقين باللغة الإنجليزية أو التعاون مع جامعات من دول ناطقة باللغة الإنجليزية.

و خلص المقال انه بالرغم من أن الجزائر بدأت بالفعل في تعليم الإنجليزية في المدارس الابتدائية، ولكن جعلها اللغة الرئيسية في الجامعات قد يستغرق عدة سنوات. وإذا تم تطبيق هذا التغيير بنجاح، قد يفتح آفاقًا جديدة للطلاب والباحثين الجزائريين على مستوى العالم. وفي الوقت الحالي، تواجه الجزائر تحديًا كبيرًا: إيجاد توازن بين الحاجة إلى الاتصال العالمي وبين التعامل مع الصعوبات العملية التي ترافق هذا التغيير الكبير.

Exit mobile version