إعلام الجزائر: اللقاء الجهوي الأول يعكس تطلعات الصحفيين والمختصين

أثرى اللقاء الجهوي الأول للصحفيين والإعلاميين بوهران النقاش حول واقع الصحافة في الجزائر، من خلال أربع ورشات شارك فيها أساتذة جامعيون، وطلبة، وصحفيون، ومسؤولون في المؤسسات الإعلامية. وتضمنت المداخلات محاولات لتشخيص وضع قطاع الإعلام، وتحديد أبرز التحديات التي تواجه العمل الصحفي، مع تقديم عدد من الاقتراحات.

ركزت العديد من المداخلات على أهمية التكوين المستمر للصحفيين، وضرورة رفع مكانة الصحفي داخل المجتمع، سواء من حيث الاعتراف المهني أو من حيث الحماية القانونية والحقوقية. كما طُرحت إشكالية تمويل المؤسسات الإعلامية كعامل مؤثر في جودة الإنتاج الصحفي واستقلاليته.

و في مداخلة أكد الصحفي كريم بناصف، على ضرورة تثمين المكتسبات التي حققتها الصحافة الجزائرية، مع التأكيد على أهمية تبني رؤية علمية لمستقبل القطاع. كما شدد على ضرورة تعزيز التكوين المستمر وتفعيل التعاون بين الأجيال لضمان استمرارية التقدم والابتكار في هذا المجال.

و احتل الإعلام الرقمي حيزًا واسعًا من النقاش، بالنظر إلى حداثته في السياق الجزائري، وارتباطه بتطور التكنولوجيا. واعتُبر هذا النوع من الإعلام خطوة انتقالية بعد سنوات من هيمنة الصحافة الورقية التقليدية. الدكتور رابح عمار، أستاذ الإعلام والاتصال، أشار إلى أهمية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وضرورة اللحاق بالتحولات العالمية في هذا المجال.

مدير تحرير موقع “الصحفي”، فاتح لشهب، تطرق خلال ورشة “واقع الصحافة في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي” إلى الطابع الناشئ للصحافة الرقمية في الجزائر. واقترح وضع برامج شراكة بين وزارة الاتصال ووزارة المؤسسات الناشئة، بهدف دعم الصحافة الإلكترونية من خلال التكوين والتمويل، خاصة للمؤسسات حديثة النشأة.

وقد شهدت الورشات تفاعلاً من الأساتذة المشرفين، الذين دوّنوا مجمل الاقتراحات والانشغالات المطروحة من قبل المشاركين، تحضيرًا لرفعها إلى الوزارة الوصية ضمن تقارير مفصلة.

و يُعد هذا اللقاء أول خطوة ضمن سلسلة اللقاءات الجهوية التي تُنظم في إطار الجلسات الوطنية الخاصة بتطوير قطاع الإعلام في الجزائر. من المنتظر تنظيم لقاء ثانٍ في مدينة قسنطينة، يليه لقاء ثالث في ورقلة لتختتم الخطوة بالعاصمة الجزائر. حيث سيتم رفع التوصيات النهائية إلى رئيس الجمهورية، في مسعى يهدف إلى وضع أسس عملية لإصلاح شامل يعزز تطور قطاع الإعلام الوطني.

 

Exit mobile version