سيدة الأثير..فايزة كنوش تروي قصتها للعالم بصوت جزائري

ترسم الأحداث بصوتها العذب الرخيم، فتغوص بك في عالم من الخيال. تُبحر بصوتها ، ليطرق أبواب المستمعين، فيتعلق بقلوبهم عبر خيط من السحر الآسر، في حنجرتها يلتقي الابداع، بعذوبة الصوت، ويختلط السحر بالكلمة، فيلامس الوجدان، ويأخذ بتلابيب القلب، فيأسره، ويُلقيه في عالم سرمدي مثل حكايات ألف ليلة وليلة،

إنها سيدة فن الإذاعة الصوتية والإلقاء، في الجزائر، عروس موجات أثير محطة اذاعة عين تموشنت الجهوية، الموهوبة الخلوقة، و الساحرة بالكلمات، المذيعة الصوتية و الإعلامية المتألقة، فايزة كنوش التي اخترق صوتها البلدان، وجاوز الحدود، وكان سفيرا للجزائر، فمثلها أحسن تمثيل، وكان مثالا حقيقيا على جودة اللسان الجزائري، وموهبته في النطق والالقاء.

التقت بها جريدة ” الصحفي” الإلكترونية، على هامش الملتقى الجهوي الأول للصحفيين والاعلاميين بفندق الميريديان بوهران، وكان معها هذا الحوار ، أين فتحت قلبها للقراء، وأفرجت عن قليل ممّا يخالج صدرها

من هي فايزة كنوش؟

فايزة كنوش رئيسة قسم الإنتاج والبرمجة في الإذاعة الجزائرية ومحطة عين تموشنت، مذيعة ومنتجة ومعلقة صوتية بثلاثة لغات، العربية والفرنسية و الإنجليزية، وحكم دولي في مجال التعليق الصوتي .

أمتلك خبرة أكثر من 17 سنة في مجال التعليق الصوتي، وتشرفت بالعمل مع عدّة منصات عربية وأجنبية في مجال التعليق الصوتي.

لا أخفي سرا، أن صوتي هو الصوت الرسمي للعديد من الشركات الأجنبية و العربية مثل شركة “هيونداي” و”كيا” و مستشفيات “اوزيل” و”فيرا كلينك تركيا”، ومخابر “الايا” باوكرانيا , وعملت على دبلجة أفلام روسية بصوتي لصالح شركة روسية للصوتيات.. و جامعات سعودية وعربية، بالإضافة إلى معاهد علمية عديدة في مصر، وقطر،…و”برندات” عربية وأجنبية…

أما بالنسبة لأعمالي في وطني الجزائر ، فقد اقتصرت فقط على بعض الإعلانات لوزارتي البيئة و التجارة أو بعض الشركات الوطنية .

كيف بدأت رحلتكِ في عالم التعليق الصوتي، وما أبرز التحديات التي واجهتكِ في بداياتكِ المهنية؟

بداياتي في مجال التعليق الصوتي لم تكن سهلة، خاصة وأن الأصوات الجزائرية لم تكن معروفة آنذاك، لقد بدأت مجال التعليق الصوتي سنة 2006 وبكل صراحة كنت الوحيدة من الجزائر في هذا المجال،

أما أول عمل احترافي فقد كان سنة 2018 يعني أنني انتظرت مدّة 12 سنة كاملة، وبعد ذلك، توالت الأعمال سواء عبر منصات عربية مثل “ساونديلز” “مستقل” “خمسات” أو أجنبية مثل ” voices ” أو “123   voice ” وغيرها ..

الإحتراف في مجال التعليق الصوتي، لم يكن سهلا مع الكم الهائل من الأصوات و المواهب العربية وحتى الخامات الجميلة التي يتمتع بها زملائي في الجزائر ولكن الأمر الذي مكنني من المواصلة هو محاولاتي الدائمة لتطوير مهاراتي سواء من خلال التكوينات أو حتى اللقاءات الدورية مع المعلّقين الصوتيين من الوطن العربي .

_بعد أكثر من 17 سنة، من الخبرة، كيف تقيمين تطوّر مجال التعليق الصوتي في العالم العربي؟

إذا أردت تقييم المجال في الوطن العربي، فلابد أن أقسمه الى قسمين، قسم يتعلق بالوطن العربي ككل، وقسم آخر يتعلق بالجزائر، ففي بلدنا للأسف، الصوت الجزائري أو المعلق الصوتي الجزائري غير معروف، بصراحة نحن نعد على الاصابع رغم امتلاكنا لمخارج حروف سليمة ولغة عربية خالية من أي لكنة، لكن يمكن القول أنه من ضمن هذا الكم الهائل من الموهوبين، هناك، اثنان او ثلاثة معروفون، لماذا..؟

والسبب بسيط، وهو هيمنة بعض الأصوات على السوق العربية سواء باستثمارها في المجال وأيضا استحواذها على الانتاجات العالمية لسوق الصوتيات، والنقطة المهمة هي، هي أنهم استطاعوا تكوين قاعدة بيانات لمختلف الأصوات التي تجمعها مختلف الشركات المتخصصة، في الاعلانات و الدبلجة، وغيرها من أساليب التعليق الصوتي، لذلك يمكن أن أقول أن الفرصة أمام المعلق الصوتي الجزائري، تكاد تكون معدومة .

بالنسبة لوطننا الجزائر مازال الأمر متأخرا جدا، والسبب واضح جدا :

لا توجد منصة معتمدة، تجمع المعلقين الصوتيين الجزائريين المحترفين، يمكن لشركات الإنتاج أو الإعلانات الإستعانة بهم، ومثال على ذلك، أن الاعلانات الجزائرية التي تعرض على شاشات القنوات التلفزيونية، تقتصر على3 أصوات فقط وباللهجة العاصمية، والسبب كما أسلفت غياب منصة جامعة،.

هذا الامر أجبر المعلقين الصوتيين الجزائريين، على  اللجوء إلى منصات عربية وأجنبية  بغية إيجاد فرص للعمل وأصبحت أصواتهم، تستغل بأثمانٍ زهيدة ،والخطير في الأمر أن البعض تم استغلال أصواتهم في منصات الذكاء الاصطناعي .

كنتِ الصوت الرسمي لعلامات تجارية كبرى مثل كيا وهيونداي، كيف يتم اختيار الصوت المناسب لهوية علامة تجارية عالمية ؟

لما تم اختياري كصوت رسمي لشركتي “هيونداي وكيا ” كان مشروعا خاصا بوكالة إعلانات وانتاج اسبانية، هذه الشركة الإسبانية عرضت مجموعة من الأصوات العربية على الشركتين وتم اختياري ولله الحمد، حيث تواصل معي مديرها “جوزيف راموس” عبر “الواتساب” واتفقنا على المشروع وتم انتاجه عام 2020.

سأضيف نقطة مهمة :

اختيار الاصوات على الصعيد العالمي يتم وفق معايير عديدة من بينها الصوت المطلوب، هل هو نسائي أم رجالي، يشترطون الأسلوب أيضا، تحت اشراف العميل الذي يطلب الاستماع للصوت، لأن معظم المشاريع التي انجزتها لابد للعميل ان يستمع الى عينة صوتية للمعلق المطلوب، أما في الجزائر فالعمل لا يتم وفقا لهذه المعايير للأسف الشديد .

ما النصيحة الذهبية التي تقدمينها لأي شخص يرغب في دخول عالم التعليق الصوتي؟

نصيحتي لكل من يريد ولوج عالم التعليق الصوتي أن يتمتع بالشغف وحب المجال، وإلا فلن يصل أبدا إلى عالم النجاح ..التعليق الصوتي فن من الفنون لابد لصاحبه ـن يتمتع بالشغف وحب تطوير مهاراته حتى وإن لزم الأمر الإعتماد على تمويله الشخصي، على المهتم بهذا العالم، ألا يعتمد أسلوبا واحدا في المجال، بل يجب التنويع وعدم حصر معرفته على التعليق الصوتي فقط، بل لابد من اتقان الهندسة الصوتية والمونتاج و”المكساج” و العمل على برامج جديدة تؤهله لأن ينافس الكبار في العالم العربي .

برايك كيف يمكن حماية أصوات مواهبنا المحلية من السرقة و الاستعمال في البلدان الأخرى؟

نقطة مهمة جدا أشرت إليها في سؤالك، طبعا حماية مواهبنا وأصواتنا الجزائرية، ضرورة حتمية ومسؤولية ملقاة على جميع الفاعلين في قطاع الإعلام، وكانت هذه من ضمن النقاط التي أشرت إليها في مداخلتي خلال اللقاء الجهوي للإعلاميين، ضمن ورشتنا، إذ لابد من منصة جزائرية معتمدة من وزارة الاتصال تجمع الاصوات الجزائرية القوية، التي تسوق لصورة الجزائر وتُعنى بصناعة السينما والفنون، وصناعة الإنتاج الفني بكل أنواعه..

نحن في عالم البقاء ليس فقط للأقوى، وإنما للأقوى معا، ولما أتحدث عن الذكاء، فلابد من استغلال تقنية الذكاء الاصطناعي أحسن استغلال في مجال التعليق الصوتي، ولا بد من جمع  كل المواهب الجزائرية واستغلالها أفضل استغلال لسد ّالطريق أمام كل من يريد تحطيم الطاقات الشابة والموهوبة.

 

Exit mobile version