يشهد المشهد الطاقوي في إيطاليا تداخلات معقدة بين الطموح البيئي والضغوط الاقتصادية، وفق تقرير لموقع Clean Energy Wire (CLEW) الألماني. في وقت تسجل فيه مشاريع الطاقات المتجددة نموًا ملحوظًا، تتصاعد في المقابل موجات الرفض المحلي لبناء مزارع رياح ومشاريع الطاقة الشمسية، ما يضع التحول البيئي في مفترق طرق.
التحول نحو النووي يعود بقوة إلى النقاش السياسي، إذ تعهد مسؤولون بارزون من حكومة ميلوني، من بينهم وزير البيئة ونائب رئيس الوزراء، بإقامة محطات نووية في البلاد في أفق 2032. غير أن خبراء كجورجيو باريزي، الحائز على نوبل، شككوا في جدوى الخيار النووي، معتبرين أنه باهظ وغير مرن، ولا يتماشى مع طبيعة النظام الطاقوي المستقبلي.
بموازاة ذلك، يزداد التوتر بين الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي بشأن الصفقة الخضراء. وزير الصناعة وصفها بـ”القوانين المجنونة” مهددًا بطلب تجميد تطبيقها، في وقت تواجه فيه صناعة السيارات في إيطاليا أزمة حقيقية، قد تؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف إن لم يتم تسريع وتيرة الانتقال إلى المركبات الكهربائية.
وفيما تتراجع الثقة بالمناخ في الأوساط الرسمية، تحاول الحركات البيئية استعادة الزخم. مجموعات مثل “الجيل الأخير” و”تمرد الانقراض” أطلقت حملات جديدة تركّز على الأنظمة الغذائية وتدعو إلى احتجاجات غير عنيفة في العاصمة روما، رغم قانون جديد يجرّم الاعتراضات ضد البنى التحتية الاستراتيجية.
أزمة المياه تظل حاضرة بدورها، إذ أظهرت بيانات شهر أبريل تحسنًا طفيفًا في احتياطي الثلوج مقارنة بالعام الماضي، لا سيما في جبال الألب، بينما تواصل المناطق الوسطى والجنوبية معاناتها من جفاف مزمن.
وفي خلفية هذه التحولات، تواصل شركة “إيني” تعزيز حضورها في إفريقيا، بعقد صفقات جديدة لبيع أصولها في ساحل العاج والكونغو، وتوسيع مشاريع الغاز المسال في موزمبيق، وسط انتقادات من منظمات بيئية بشأن التلوث الناتج عن الحرق العشوائي للغاز.
المصدر: Clean Energy Wire (CLEW)