في بادرة فنية رائدة تعكس تزاوج الفن بالتكنولوجيا، افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل في الرياض معرضه الثاني بعنوان “مكننة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي”، بإشراف هيثم نوار وآلاء يونس. يضم المعرض أكثر من 70 عملاً فنياً لخمسين فناناً عربياً، ويمثل أرشيفاً مرئياً لمسارات استخدام التكنولوجيا في التعبير الفني منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم.
“مكننة” كلمة تشير إلى تدخل الآلة في سير العمل، وهو ما يعكس جوهر المعرض، الذي يطرح تساؤلاً حول علاقة الفنان العربي بالتقنيات الرقمية، واستكشاف الذاكرة والخيال عبر أدوات معاصرة. من بين المعروضات، فيلم أنيميشن مصري يعود لعام 1923، وأعمال رقمية من الثمانينات، بينها تجارب رائدة للفنانة سامية حلبي.
يتوزع المعرض على أربعة محاور: المكننة، الاستقلالية، التموجات، والغليتش. وتنوعت الأعمال بين التركيبات الميكانيكية والأعمال التفاعلية، كما في عمل “مشوش” للفنان الأردني رائد إبراهيم. أما الفنان العُماني حسن المير، فقد تناول في عمله تحولات الحياة في الخليج، انعكاساً على المجتمع والعمارة.
الصحافي الفني عبد الرحمن الناصر أكد أن المعرض يمثل رافداً للسياحة الثقافية وفرصة لتبادل الخبرات، في ظل البنية التحتية القوية التي تشهدها السعودية حالياً في مجالات الفن والثقافة.
ويُعد مركز الدرعية لفنون المستقبل أول منصة متخصصة في الفنون الرقمية والوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يترافق المعرض مع برنامج ثقافي ثري يتضمن ندوات وورش عمل وأفلام، مما يجعله محطة حيوية في المشهد الفني المعاصر.