في عالمٍ سريع التغير، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في تشكيل معالم المستقبل، أصبح المحتوى الرقمي أحد أبرز الأدوات التي تسهم في تطوير بيئة المقاولاتية في الجزائر. ومن بين الأسماء التي برزت في هذا المجال، نجد اسم بن جبارة عبد الحق، الذي استطاع أن يحوّل صناعة المحتوى الرقمي من مجرد هواية إلى مهنة احترافية تساهم بشكل مباشر في تعزيز هذه البيئة الريادية.
لقد بدأ بن جبارة مسيرته في عالم المحتوى الرقمي بعقلية مبتكرة، مُدفوعًا بشغف عميق لتقديم أفكار جديدة تسهم في التغيير الاجتماعي والاقتصادي. ورغم التحديات التي قد تواجه أي شخص في هذا المجال، استطاع بن جبارة أن يثبت نفسه كمحترف في صناعة المحتوى الرقمي من خلال بناء استراتيجية واضحة تجمع بين الإبداع والتسويق الرقمي.
من خلال منصته الخاصة، قام بن جبارة بنقل العديد من المشاريع المحلية الجزائرية إلى العالم الرقمي، مما ساهم في تحفيز بيئة المقاولاتية في الجزائر. لقد قدم الدعم للشركات الناشئة، ورفع من قيمة المشاريع الجزائرية عبر الفيديوهات والمحتوى الذي يسلط الضوء على قدرة الجزائر على التميز في مجال الأعمال الرقمية.
كيف نجح بن جبارة في استثمار منصاته الرقمية لتحقيق هذا التحول؟ وما هي العوامل التي جعلت من صناعة المحتوى الرقمي أداة قوية لتحفيز ريادة الأعمال في الجزائر؟ في هذا الحوار، سنتعرف على كيفية تحقيق هذا النجاح الاستثنائي وكيف يمكن للمحتوى الرقمي أن يكون أداة فاعلة في تغيير المشهد الاقتصادي في الجزائر.
من هو بن جبارة عبد الحق، وما نوع المحتوى الرقمي الذي تقدمه ؟
بن جبارة عبد الحق ، شاب جزائري، خريج الجامعة الجزائرية تخصّص لغات اجنبية، شخص عصامي، محب للابتكار و الابداع، المؤسس و المسير السابق للشركة الناشئة Fridoc الدليل الاداري. و مقاول في المجال الرقمي و كل ما له قيمة مضافة ايجابية على المستوى الاجتماعي.
أما عن نوع المحتوى، فأنا أسعي الى ايصال رسالة قوية لكل من يشكك في الكفاءة الجزائرية، من خلال فيديوهات أبين من خلالها تطور الشركات و المؤسسات الجزائرية، و التي تنعكس بالإيجاب على الشركات بحد ذاتها و كذلك المتابعين ، فمن جهة أعطي دفعة معنوية للشركات حتى يتسنى لها الوصول الى فئاتها المستهدفة، و ايضا بالنسبة للمتابعين، لأمكنهم من معرفة المنتوجات أو الخدمات و حتى على الشركات الجزائرية.
ما هو دور صانعي المحتوي في المجتمع ؟
التكتل وراء هدف واحد ، و على مختلف الجبهات، فلكل واحد منا دور في ايصال رسالة قوية هدفها تنوير الرأي العام فيما هو ايجابي. اليوم و مع تطور التكنولوجيا، أصبح من السهل نشر أخبار مغلوطة هدفها زعزعة الاستقرار او إحباط المعنويات، من جهتنا نحن كصانعي محتوي ، وجب اليوم علينا كبح هدا النوع من المعلومات و المغالطات التي لها اثار سلبية على المجتمع .
ما هي أهم مهارات صانع المحتوى، وكيف يتم تحديد الجمهور المستهدف ؟
ليست هناك مهارات محددة أو معينة وجب التمتع بها ، و إنما يجب أن يمتلك صانع المحتوى، محتوي هادف ، لأن صناعة المحتوى تختلف من ميدان لآخر، هناك من ينشط في الميدان التعليمي و آخر في الميدان الصناعي إلى غير ذلك من الميادين المختلفة، و بالتالي لا نستطيع تحديد مهارات معينة، لكن وجب الإشارة إلى ضرورة التحلي بالصبر و الإستمرارية، كما يجب ان صاحب المحتوى، منفتحا ومنصتا دائما لجميع الآراء و التعليقات الراقية حتي يتسنى له تطوير محتواه.
أما عن الجمهور المستهدف، فلا يخفى عليك أن الخوارزميات الحالية هي من تقترح محتواك لكل الأشخاص و التي بدورها ستتجاوب مع محتواك، بمعنى آخر ، جمهورك المستهدف هو من سيختارك و ليس العكس ، لأنه في بحر مواقع التواصل الاجتماعي، هناك الكثير من المحتوى المقدم و بالتالي ، فإن المستخدم عندما تتسنى له الفرصة في رؤية محتواك هو من سيتفاعل، وبالتالي سيختار المتابعة، و لكن أعيد الإشارة إلى أهمية المحتوى الهادف، الذي سيجعل الجمهور، يتفاعل معك و يصبح متابعا مدمنا.
كيف يمكن للمحتوى الرقمي المساهمة في تطوير بيئة الاقتصاد في الجزائر ؟
في السابق، كانت صناعة المحتوى مجرد هواية، أما اليوم فقد أصبحت عملاً احترافيًا يحظى بملايين المتابعين. وقد تمكن البعض من تأسيس شركات متخصصة في هذا المجال، مما كان له أثر إيجابي على سوق العمل من خلال توفير عشرات مناصب الشغل لفائدة الشباب.
من جانب آخر، نحن نسعى لتقديم يد العون للشباب الجزائري بما يخدم الوطن، عبر تزويده بالمعلومات الصحيحة والدقيقة في مختلف المجالات، بطريقة واضحة وواقعية. وهو جهد نطمح أن نلمس ثماره بشكل إيجابي وملموس على أرض الواقع، من خلال دعم السوق الوطنية، وتشجيع إقامة المشاريع وتأسيس الشركات والمؤسسات الناشئة في مختلف القطاعات.
في عصر تُسيطر فيه المنصات الرقمية على تفاصيل حياتنا، كيف ترى دور صانعي المحتوى الرقمي في تشكيل الهُويّات الفردية والجماعية؟
لا شك أن الطريق ما زال طويلاً ويتطلب المزيد من الجهود. فهناك بالفعل العديد من صانعي المحتوى الرقمي يملكون أفكار ومشاريع هادفة، ويحملون رسائل واضحة وبنّاءة. ومع ذلك، أرى أن الحاجة ماسة لظهور المزيد من صناع المحتوى الذين سيسهمون في نشر الرسائل الإيجابية، لتحفيز شباب اليوم نحو ما فيه خير للبلاد والعباد، خاصة في ظل الإدمان المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي.
من المهم أن يتحلى صناع المحتوى بروح المسؤولية، وأن يدركوا أنهم بمثابة سفراء يحملون رسائل مؤثرة إلى متابعيهم عبر مختلف المنصات، وعلينا دعم بعضنا البعض، والوقوف صفًا واحدًا للتصدي لأي بروباغندا تستهدف تحطيم عزيمة الشباب أو النيل من الكفاءات ومجهودات الدولة أو الأفراد الساعين لخدمة الوطن.