نظم المرصد الوطني للمجتمع المدني تحت إشراف رئيسته ابتسام حملاوي، ملتقى وطنيًا حول دور الحركة الطلابية في مكافحة المخدرات، وذلك يومي 28 و29 أبريل في القرية المتوسطية بوهران. الملتقى جمع بين الخبراء الأمنيين وممثلي المجتمع المدني في حظور طلاب الجامعات، حيث تم التركيز على تنسيق الجهود لحماية الشباب من هذه الآفة المتزايدة.
وفي اليوم الثاني من الملتقى، تصدرت الجلسة الحوارية الرئيسية التي حملت عنوان “دور المؤسسات الأمنية في مكافحة آفة المخدرات”، تحت إشراف حريش أمينة، ممثلة المرصد الوطني للمجتمع المدني. وقد جمع المنتدى الخبراء الأمنيين لمناقشة سبل وآليات تعزيز دور الحركة الطلابية في التصدي لهذه الآفة. وكان المنتدى بمثابة منصة حوارية حية لتبادل الأفكار والمقترحات بين الحضور من مختلف الجهات المعنية.
وخلال مداخلته استعرض المحافظ الواد عمر، رئيس قسم مكافحة المخدرات، استراتيجيات الشرطة الميدانية في مكافحة الإدمان. وأوضح مخاطر المخدرات الصلبة، خاصة الكوكايين، وتأثيراتها السلبية على الجوانب النفسية والعقلية للمدمنين. كما حذر من استهداف فئة الشباب من قبل تجار المخدرات، ولفت إلى غياب بروتوكولات علاجية فعّالة لمدمني هذه المادة القاتلة. كما عبّر عن أسفه لما وصل إليه بعض المؤثرين والمغنيين الذين يروجون علنًا لتعاطي الكوكايين.
من جهته، تناول الرائد بومحسن عبد المجيد، ممثل الدرك الوطني، المخاطر الخارجية التي تهدد الجزائر، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف جميع الأطراف للقضاء على هذه الظاهرة. وكشف عن استراتيجية ثلاثية تشمل الوقاية، الردع، والدعم، وذلك من خلال توفير خبرات فنية لقطاع العدالة. كما دعا إلى سد الفراغ الفكري لدى الشباب عبر تعزيز الهوية الوطنية والدينية.
وفي مداخلته، أكد الدكتور بن رزوق مبارك، ممثل وزارة العدل و الديوان الوطني لمكافحة المخذرات و إدمانها، أن التشريعات القانونية تصب بالكامل في خدمة الوقاية. وأشار إلى وجود 6 مراكز مختصة في علاج الإدمان، لافتًا إلى أن الأولوية يجب أن تكون للجانب الوقائي، وأنه يتم تقديم إعفاءات قانونية للمدمنين الذين يتقدمون للعلاج.
أما المفتشة قبسي رشيدة، فقد أكدت أن الجمارك قد عززت رقابتها باستخدام تقنيات متقدمة، بالإضافة إلى تدريب أعوانها لمواكبة أساليب التهريب الحديثة. ودعت فئة الشباب إلى التجند واليقظة في مواجهة هذه الظاهرة.
في ختام الملتقى، خلص المشاركون إلى ضرورة تنفيذ تعبئة شاملة ضد المخدرات، مع التأكيد على إشراك الحركة الطلابية في الحملات الوقائية. كما شددوا على أهمية ترسيخ ثقافة التبليغ داخل المدارس والجامعات بهدف بناء مجتمع سليم مقاوم للإدمان. وأكدوا أن مكافحة المخدرات هي مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدرسة والجامعة والمؤسسة الأمنية. حماية الشباب هي مسؤولية وطنية تتطلب وعيًا وتنسيقًا على جميع المستويات.