في خطوة تعكس عمق التبادل الثقافي بين الجزائر وإيطاليا، تستضيف مدينة ميستر الإيطالية معرضًا فنيًا مميزًا يحمل عنوان “نساء الجزائر”، تكريمًا للفنان الإيطالي الراحل فيتوريو روغليوني “Vittorio Ruglion“. المعرض، الذي تنظمه الفنانة الجزائرية كريمة لارابة”Karina Laraba“، يسلط الضوء على الأعمال الفنية التي تعكس الروابط العميقة بين الثقافتين، ومنها لوحة روغليوني الشهيرة التي عُرضت لأول مرة في الجزائر عام 1982.
وترى الفنانة التشكيلية كريمة لارابة، في هذه الخطوة فعلًا فنيًا يحمل بُعدًا رمزيًا، حيث قالت: “من واجبي كفنانة جزائرية أن أكون جسرًا بين الثقافتين، وأن أستضيف لوحات روليوني التي تمثلني وتعبّر عني. إن هذه التظاهرة موعد مع القدر… ومع الفن أيضًا”.
ومن المرتقب أن تفتح هذه المبادرة المجال لتعاون أوسع بين الهيئات الثقافية، خاصة الجزائرية، من أجل دعم الفنانين المنخرطين في تمثيل قضايا المرأة والثقافة المتوسطية، تمامًا كما فعلت لارابة بجهودها الخاصة.
للنذكير فكريمة لارابة، الفنانة التشكيلية الجزائرية المتميزة، وُلدت عام 1973 في الجزائر، حيث تلقت تعليمها الفني في مدرسة الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة. بعد انتقالها إلى أوروبا، عاشت لمدة 17 عامًا، قضت 10 منها في مدينة البندقية الإيطالية، حيث أسست مسيرتها الفنية المميزة. تتميز أعمالها بمزجها بين الرموز الثقافية الجزائرية والتأثيرات الأوروبية، مما يعكس هويتها المتعددة الثقافات. شاركت كريمة في العديد من المعارض الفنية الدولية، من بينها بينالي البندقية، حيث عرضت أعمالًا تستكشف قضايا الهوية والاندماج الثقافي. كما أنها معروفة باستخدامها المميز للألوان والضوء، فضلاً عن تقديمها لتركيبات فنية تنقل رسائل رمزية عميقة. تُعدّ كريمة من أبرز الشخصيات في تعزيز الحوار الثقافي بين الجزائر وأوروبا من خلال فنها.
أما فيتّوريو روغليوني، فهو فنان تشكيلي إيطالي وُلد في 6 فبراير 1936 في بلدة براتوفيكيو بمقاطعة أريتسو، وتوفي في 28 مارس 2003 في مدينة البندقية. نشأ في مدينة كونليانو، حيث أظهر شغفًا فنيًا منذ صغره، خاصة في الرسم بالألوان المائية. على الرغم من دراسته للطب البيطري وتخرجه من جامعة بولونيا، إلا أن شغفه بالفن دفعه نحو مسار فني متميز. في عام 1965، انتقل إلى سويسرا حيث تأثر بالفنان فيليتشي فيليبيني، ما أسهم في تطوير أسلوبه الفني. في عام 1982، عرض أعماله في الجزائر، مما يعكس اهتمامه بتبادل الثقافة بين إيطاليا والجزائر. أعماله لا تزال تُعرض في المزادات الفنية، ما يعكس الاستمرار في تقدير إرثه الفني الكبير.
المصدر: zarabaza