التلفزيون الجزائري يفتح النار على “الدويلة المصطنعة”

في تطور لافت في الخطاب الإعلامي بين الجزائر والإمارات، بثّ التلفزيون العمومي الجزائري تقريرًا شديد اللهجة وصف فيه الإمارات بـ”الدويلة المصطنعة”، متهمًا إحدى قنواتها بـ”التهجم الممنهج” على الجزائر ومكوناتها الوطنية.

وقال التقرير الصحفي أن التغطية التي قدّمتها وسيلة إعلام إماراتية حيال الشأن الجزائري تدرج في خانة “الحملات المشبوهة”، خصوصًا أنها طالت ما وصفه التقرير بـ”أغلى ما يملكه الجزائريون”: وحدتهم الوطنية، ثوابت دستورهم، وأسس هويتهم التاريخية.

الخطاب الذي جاء بصيغة تقريرية لكنه محمّل بلغة شديدة اللهجة، عاد على محطات سابقة في العلاقات الجزائرية الإماراتية، مشيرًا إلى أن الجزائر دعمت قيام دولة الإمارات في بداياتها، وأن رد الجميل لا ينبغي أن يكون عبر “التحامل الإعلامي”. وركّز التقرير على ما وصفه بـ”تحوّل الإمارات إلى منصة دائمة لتسويق الفتنة والتشكيك في هوية الجزائريين”، في إشارة إلى مضمون برامج ولقاءات تبثها قنوات إماراتية من حين لآخر.

و من خلال اللغة المستخدمة، يبدو أن الرسالة المراد إيصالها تتجاوز مجرد نقد إعلامي، إلى توبيخ غير مباشر للقيادة الإماراتية، وربما محاولة لإيصال إشارات حازمة عبر الإعلام بدل القنوات الدبلوماسية. فبين سطور التقرير تبرز إشارات إلى “الخطوط الحمراء” التي تجاوزها الطرف الآخر، وإلى “رد جزائري” محتمل حال استمرار ما يُنظر إليه كاستفزاز.

و يعكس هذا التقرير من التلفزيون العمومي توترًا عميقًا في العلاقات الجزائرية الإماراتية، خصوصًا في سياقات تتقاطع فيها الرؤى بخصوص ملفات إقليمية حساسة، على غرار الموقف من “التطبيع”، والتوازنات في منطقة الساحل والصحراء.

يبقى السؤال الأبرز: هل سيتحول هذا التوتر الإعلامي إلى أزمة دبلوماسية مفتوحة؟ أم أن الأمر سيُترك في حدود التصعيد الإعلامي المضبوط بإيقاع مؤسساتي؟

Exit mobile version