يستعرض مقال نشره موقع Corriere الإيطالي السيرة الاستثنائية للكاردينال جان-مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا، الذي يجسّد في مسيرته المعقدة والعميقة دراما المتوسط وآماله. وُلد أفيلين عام 1958 في سيدي بلعباس بالجزائر لعائلة من المستعمرين الفرنسيين ـ”الأقدام السوداء” في المنطقة منذ القرن التاسع عشر، لكنه اضطر للهجرة إلى فرنسا مع عائلته عقب الاستقلال.
من طفولته في البؤس والتهميش بضواحي باريس إلى دعوته الكهنوتية المبكرة، تشكلت رؤية أفيلين حول التسامح والعدالة. شغفه بمرافقة المهمشين، خاصة المهاجرين، جعله يربط بين التجربة الشخصية والرسالة المسيحية، مكرّسًا حياته للحوار بين الأديان في مدينة مثل مرسيليا، التي تُعد مختبرًا حقيقيًا للتنوع المتوسطي.
أطلق في التسعينيات معهدًا لدراسة الأديان وتعزيز التفاهم بين أتباعها، وتابع دراساته في اللاهوت والفلسفة حتى نال دكتوراه من كندا، ليصبح لاحقًا مستشارًا للفاتيكان في شؤون الحوار الديني. في 2019 عُيّن رئيسًا لأساقفة مرسيليا، قبل أن يمنحه البابا فرنسيس القبعة الكاردينالية، مشيدًا بتواضعه وقربه من الناس.
يُنظر اليوم إلى أفيلين كصوت إنساني فريد في الضفة الأوروبية من المتوسط، وكرمز لروح الأخوّة التي ما تزال ممكنة رغم الانقسامات، حيث قال عنه البابا: «لا أزور فرنسا، بل آتي إلى مرسيليا، قلب المتوسط النابض».