أعلنت سلطنة عُمان أمس الثلاثاء عن نجاح مساعيها الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات المعنية في صنعاء، وذلك بعد جولات من المشاورات والاتصالات المكثفة، حسب ما ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية العُمانية.
الاتفاق الجديد، الذي تم التوصل إليه بمساعدة الوساطة العُمانية، ينص على وقف كامل للأعمال العدائية بين الطرفين، ويشمل تحديدًا وقف استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ويُنتظر أن يسهم هذا التفاهم في تعزيز أمن الملاحة البحرية وانسياب حركة الشحن التجاري الدولي في واحد من أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم.
وزارة الخارجية العُمانية ثمّنت في بيانها تجاوب الطرفين وانتهاجهما أسلوبًا بناءً مكّن من الوصول إلى هذه النتيجة التي وصفتها بـ”المرحب بها”، كما عبّرت عن أملها في أن يكون هذا الاتفاق خطوة أولى نحو تحقيق انفراجات أوسع في قضايا إقليمية أخرى، وصولًا إلى حالة من العدالة والسلام والازدهار المشترك.
هذا و اعلن ترامب في وقت سابق من يوم امس وقف الضربات الجوية ضد اليمن بعد زعمه بـ”تعهدات يمنية بوقف الهجمات البحرية”، ويُلمّح إلى إعلان مهم قبل زيارته للشرق الأوسط.
وجاء تصريح ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أثناء استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، حيث أكد أن إدارته “تصدق كلمة اليمنيين” بشأن وقف الهجمات، مقابل إنهاء فوري للضربات الأميركية، على الرغم من “عدم وجود اتفاق رسمي حتى الآن”.
من جهته قال رئيس المجلس السياسي اليمني الأعلى، مهدي المشاط، مساء الثلاثاء، أنّ “رد صنعاء سيكون مزلزلاً، مؤلماً، ولن يكون بمقدار العدو الإسرائيلي والأميركي تحمله”.
و جاء كلام المشاط بعد شن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جويّاً على صنعاء، استهدف مطارها المدني ومحطات كهرباء ومصانع في مناطق متفرقة، وأيضاً بعد إعلان ترامب وقف الضربات الجوية ضد اليمن.
وأضاف المشاط، متوجهاً إلى الاحتلال: “من الآن وصاعداً، الزموا الملاجئ، أو غادروا إلى أوطانكم فوراً، فلن يكون بمقدور حكومتكم الفاشلة حمايتكم بعد اليوم”.
و يُفهم من التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة عمانية لا يلغي التوترات الأوسع في الإقليم، بل يندرج ضمن مسار تكتيكي يهدف إلى إعادة ترتيب أولويات المواجهة. فبينما يعكس الاتفاق مع واشنطن رغبة في تحييد الجبهة الأميركية، تشير نبرة التصعيد تجاه إسرائيل إلى استمرار حالة الاستنفار، وربما توجيه البوصلة نحو مسارات أخرى في ظل المعطيات المتغيرة إقليميًا ودوليًا.