الطرب الوهراني: حفل استثنائي يعيد الاعتبار للتراث

في أمسية امتزج فيها الفن بالعرفان، والذاكرة بالإرادة، احتضنت أمس الثلاثاء قاعة “سلطانة” بوهران حفلًا استثنائيًا جمع كوكبة من الفنانين والممثلين والفاعلين في المجتمع المدني، في مبادرة فنية يقودها المطرب صابر الهواري، تحت راية الطرب الوهراني الأصيل. لم يكن الحفل مجرد مناسبة فنية، بل انطلاقة فعلية لمشروع ثقافي يسعى إلى إعادة الاعتبار لهذا اللون الفني العريق، من خلال الاحتفاء برجالاته وتكريم رموزه الذين صنعوا مجده وتركوا بصماتهم في ذاكرة المدينة.

الفعالية جاءت بتنظيم من الجمعية الشبانية “الشباب الأوفياء للتراث والأصالة”، التي يرأسها صابر الهواري نفسه، واختارت شعارًا دالًا لهذه المبادرة: “الكلمة والفن الراقي في المجتمع _ تربية وأخلاق”.

وقد شهد اللقاء الفني حضور شخصيات بارزة، من بينها المخرج هواري مسري، ومدير “أوندا” السابق بلهاشمي، وعدد من المحامين، إلى جانب فنانين ورياضيين قدامى، تم تكريمهم عرفانًا لعطائهم. و من أبرز المكرّمين: شايلة بشير، سفير اللباس الوهراني، والممثلتان القديرتان مليكة يوسف وحورية زاوش، والشيخ نونة كاتب الكلمات، إضافة إلى الرياضيين سعيد دوبالة وقمري رضوان.

الحفل تخللته وصلات غنائية من أداء صابر الهواري، وأخرى قدّمها طلبة مدرسته الفنية: أمين جبور، أمين بن زية، وحمودة فرح، الذين صدحت أصواتهم بأغاني عمالقة الطرب الوهراني، بلاوي الهواري وأحمد وهبي، بمرافقة الفرقة الموسيقية لصابر الهواري تحت إشراف العازف الشاب محمد عمراني.

رسالة هذا الحفل كانت واضحة: الطرب الوهراني ليس تراثًا يعلوه الغبار، بل هو روح حية تتجدد بالإخلاص، وتنهض من خلال مبادرات صادقة تعيد له مجده ومكانته.

Exit mobile version