شهدت الأسهم العالمية مكاسب ملحوظة، بينما كانت مؤشرات وول ستريت متباينة في يوم أمس الأربعاء، في ظل تراجع حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، واستقرار الدولار الأمريكي بعد خسائر متتالية.
وانخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من شهر، نتيجة تراجع الطلب على المعدن كملاذ آمن مع تحسن فرص تجنب حرب تجارية عالمية. وقد دفع تحسن المناخ التجاري المستثمرين نحو رفع رهاناتهم على الأسهم العالمية، رغم توقف مؤشرات الأسهم الأوروبية عن الصعود مؤقتًا.
يرى لارس سكوفغارد، كبير الاستراتيجيين في بنك Danske، أن تغير شهية المخاطرة هو العامل الأساسي لهذا التحول، معتبراً أنه من الصعب العودة إلى حالة الضجيج السياسي الشديد التي كانت سائدة سابقًا.
على صعيد المؤشرات، ارتفع مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنسبة 0.23% ليصل إلى 873.24 نقطة. أما في الولايات المتحدة، فقد شهد مؤشر S&P 500 ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.10%، وكذلك مؤشر ناسداك المركب الذي صعد بنسبة 0.72%، بينما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.21%.
وعلى الجانب الأوروبي، أغلق مؤشر STOXX 600 منخفضًا بنسبة 0.24%، مسجلاً أول خسارة له بعد خمسة أيام من المكاسب المتتالية.
وجاءت هذه التحركات عقب صدور بيانات أظهرت تباطؤًا في معدل التضخم الأمريكي، مما خفف من المخاوف حول تأثير سياسات التعريفات الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، حيث كان من المتوقع أن تدفع الرسوم الجمركية المتزايدة على الواردات نحو رفع الأسعار، مما قد يؤخر تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ومع ذلك، ما زالت التعريفات الأمريكية على السلع الصينية مرتفعة مقارنة بالأشهر الماضية، وسط حالة من عدم اليقين حول مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.
وعلى صعيد السياسة النقدية، أشار نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون إلى أن بيانات التضخم الأخيرة تدل على تقدم نحو تحقيق هدف البنك المركزي المتمثل في نسبة تضخم تبلغ 2%، لكن هناك غموضًا في التوقعات بسبب احتمال رفع الضرائب على الواردات.
واستقر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات، بعد أن كان قد شهد تراجعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، في حين انخفض اليورو والجنيه الإسترليني بشكل طفيف.
في الأسواق المالية الحكومية، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع ترقب المستثمرين لصدور بيانات اقتصادية جديدة، في حين بقيت عوائد سندات منطقة اليورو مستقرة عند مستويات مرتفعة نسبيًا.
من المتوقع أن تركز الأسواق على بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر أبريل المرتقبة الخميس، التي ستشكل مؤشراً هاماً على صحة الاقتصاد الأمريكي.
على صعيد السلع، ضغطت زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة على أسعار النفط، حيث تراجع خام برنت بنسبة 0.81% إلى 66.09 دولارًا للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.82% إلى 63.15 دولارًا.
أما الذهب، فقد أغلق منخفضًا بنسبة 1.8% في العقود الأمريكية الآجلة، عند 3,188.3 دولار للأونصة، بينما انخفض السعر الفوري بنسبة 2.07% إلى 3,180.07 دولار.
وفي آسيا، أغلقت معظم الأسواق على ارتفاع، حيث صعد مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.56%، بينما انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.14%.
تبقى التطورات الاقتصادية والسياسية، سواء على مستوى التجارة العالمية أو التوترات الإقليمية، عوامل رئيسية تراقبها الأسواق عن كثب في المرحلة المقبلة.
المصدر: رويترز