تبون…حتمية إصلاح الجامعة العربية

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على الحتمية الملحّة لإصلاح الجامعة العربية لتكون قادرة على مجابهة التحديات الجديدة التي تواجهها الدول العربية في ظل الأوضاع الراهنة المتقلبة، مشدداً على ضرورة تحديث آلياتها وتفعيل دورها من أجل تعزيز التضامن والوحدة العربية.

وجاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، خلال أشغال الدورة العادية الرابعة والثلاثين للقمة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد.

وأشار تبون إلى أن الجامعة العربية، التي أتمت ثمانين عاماً من عمرها، تواجه اليوم اختبارات حاسمة بسبب تصاعد المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، خصوصاً مع إصرار الاحتلال الإسرائيلي على فرض شروط سلام غير عادلة تضر بالدول العربية المجاورة وتكرّس هيمنة غير مقبولة.

كما لفت إلى التدهور الأمني والسياسي والاقتصادي في العديد من الدول العربية، وهو ما يُعزى إلى التدخلات الخارجية التي تهدف إلى إثارة الفتن والانقسامات بين أبناء الأمة الواحدة. وأضاف أن هناك مناخاً دولياً جديداً يكرّس منطق القوة على حساب القوانين والاتفاقيات الدولية، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.

ودعا الرئيس تبون إلى استدراك الجهود لمواجهة الأزمات المتواصلة في السودان وليبيا واليمن والصومال، محذراً من أن غياب الدور العربي فتح المجال لتدخلات خارجية أضرت بمصالح هذه الدول.

وفي ختام كلمته، أكد التزام الجزائر بدورها في مجلس الأمن الدولي، ومواصلة الدفاع بصدق وإخلاص عن مصالح الأمة العربية، متمنياً أن تكون مواقف بلاده قد نجحت في التعبير عن هموم وطموحات العرب في المحافل الدولية.

و أطلقت اليوم في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمتين العربيتين: القمة العربية العادية الرابعة والثلاثون، والقمة العربية التنموية الخامسة، بمشاركة زعماء عرب ومسؤولين أممين، بالإضافة إلى ضيوف من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية متعددة.

في الجلسة الافتتاحية التي تستضيفها القصر الحكومي ببغداد، يلقي وفد مملكة البحرين، رئيس القمة السابقة، كلمة تسليم الرئاسة إلى العراق، الذي يتولى رئاسة الدورة الحالية. تتلو هذه الكلمة كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ثم تتوالى كلمات كبار الضيوف والرؤساء والملوك والقادة العرب المشاركين.

كما تعقد جلسة رئيسية ثانية مخصصة للقمة العربية التنموية، تبدأ بكلمة لبنان، رئيس القمة التنموية السابقة، قبل تسليم الرئاسة والعهدة إلى العراق، يليها كلمة الأمين العام للجامعة، وكلمات الوفود المشاركة.

وتُختتم أعمال القمة بجلسة علنية ثالثة، يصدر خلالها “إعلان بغداد” الخاص بالقمتين العادية والتنموية، وتُلقى الكلمات الختامية لرئاسة المؤتمر ورئاسة القمة المقبلة، ويتوج الحدث بمؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية العراقي والأمين العام لجامعة الدول العربية.

Exit mobile version