ترمز “السعفة الذهبية” إلى أرفع جائزة في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، الذي يُعد من أهم وأشهر المهرجانات في العالم. تتجاوز هذه الجائزة كونها مجسمًا ثمينًا لتصبح رمزًا ثقافيًا وفنيًا عميق الجذور، مستمدة من شعار مدينة كان الفرنسية، التي تحتضن المهرجان سنويًا.
يحمل تصميم السعفة دلالات تاريخية ورمزية، إذ تُمثل شعار النبالة لمدينة كان، مع سعفة فضية مركزية محاطة بزهرات ذهبية ترمز إلى أذرع دير ليرين وزنبقين ذهبيين. ترتبط هذه الرموز بأساطير من الميثولوجيا المسيحية، كما يعكس النخيل مفهوم الخلود والسلام في حضارات عدة.
صُممت السعفة لأول مرة عام 1955 كبديل للجائزة الكبرى التي كانت تمنح منذ انطلاق المهرجان عام 1939. جاء تصميمها مستوحى من رسم تخطيطي للمخرج الفرنسي جان كوكتو، من تنفيذ المصمم لوسيان لازون، فيما نحت قاعدة السعفة الفنان سيباستيان من الطين.
شهدت السعفة عدة تعديلات على مدار العقود، وأبرزها بين 1984 و1997، حين تولّت دار المجوهرات الفاخرة “شوبارد” تصنيعها بالكامل. وفي 2017، بمناسبة الذكرى السبعين للمهرجان، أُعيد تصميم السعفة لتضم ماسة من مصدر مسؤول وموثوق.
تتطلب صناعة السعفة أكثر من 40 ساعة عمل يدوي دقيق في ورش “شوبارد” بجنيف، وتُصنع من ذهب أصفر عيار 18 قيراطًا بوزن 118 غرامًا. تثبت السعفة على وسادة من الكريستال بقطع الزمرد، وتُعتبر كل قطعة فريدة نظرًا للنحت اليدوي للبلورات الكريستالية. كما يُستخدم في تصنيعها ذهب “التعدين العادل” المستخرج من مناجم كولومبية تلتزم بالمعايير الأخلاقية.
تمر السعفة بمراحل تشطيب دقيقة تشمل الصقل والتثبيت الحراري، كما أُضيف نظام أمان خاص داخل العلبة الجلدية الملكية بعد حادثة سقوطها الشهيرة عام 2011.
بهذه التفاصيل، لم تعد “السعفة الذهبية” مجرد جائزة، بل تحفة فنية تمثل فلسفة مهرجان “كان” في المزج بين التقاليد والحداثة، وتأكيد قيم الإبداع والتميز.