بينما تستعد الولايات المتحدة لمغادرة منظمة الصحة العالمية”OMS” ، تتهيأ الصين لتصبح أكبر مساهم في الرسوم السيادية، والتي تُعد أحد مصادر التمويل الرئيسية إلى جانب التبرعات.
فبموجب إصلاحات تم الاتفاق عليها في عام 2022، سترتفع مساهمة الصين في منظمة الصحة العالمية من نحو 15% إلى 20% من إجمالي الرسوم. وعلّق المندوب الصيني في جنيف، تشين شو، بالقول: “علينا أن نتأقلم مع المنظمات متعددة الأطراف من دون الأميركيين… الحياة تستمر”.
لكن بعض الأصوات ترى في هذا التحول فرصة لإعادة هيكلة شاملة، بدل الاكتفاء بتبديل مواقع النفوذ بين الممولين. فقد تساءل أنيل سوني، المدير التنفيذي لمؤسسة منظمة الصحة العالمية، عما إذا كانت المنظمة بحاجة فعلًا إلى جميع لجانها، أو إلى إصدار آلاف المنشورات سنويًا، مشيرًا إلى أن الأزمة دفعت إلى مراجعة مهام تبدو بسيطة، مثل شراء الوقود خلال الطوارئ.
وفي مواجهة خطر توقف مشاريع أساسية، تحاول المنظمة استقطاب تمويلات عاجلة من جهات مانحة ذات اهتمامات محددة، كالشركات الدوائية أو المؤسسات الخيرية. وقد بادرت مؤسسة “إيلما”، التي تُعنى بصحة الأطفال في إفريقيا، بتقديم مليوني دولار لدعم شبكة مختبرات الحصبة والحصبة الألمانية المعروفة باسم “Gremlin”، والتي تضم أكثر من 700 مختبر لرصد الأمراض المعدية.
وتشمل أجندة الاجتماع أيضًا المصادقة على اتفاق دولي جديد بشأن الاستجابة للأوبئة المستقبلية، بالإضافة إلى جلسات تعبئة تمويلية لجذب مزيد من الدعم. إلا أن الأزمة المالية المرتقبة ستظل تطغى على أجواء اللقاء، في ظل إجراءات تقشفية غير مسبوقة، وصلت إلى حد مطالبة الموظفين بالتطوع للعمل كمرشدين دون مقابل إضافي.
المصدر. رويترز