تطرقت وكالة رويترز إلى الجولة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، التي حملت تحولات دبلوماسية بارزة أثرت في خارطة التحالفات الإقليمية. فتلك الجولة، التي شملت السعودية وقطر والإمارات، أعادت ترتيب الأوراق السياسية في المنطقة، وفتحت باب التساؤلات حول مستقبل الاستراتيجيات والتحالفات في قلب هذا الجزء الحيوي من العالم.
كشف التقرير عن تراجع واضح في النفوذ الإسرائيلي، حيث التقطت صورة لافتة تُظهر مصافحة ترامب لأحمد الشرع، المعروف بـ”القائد الإسلامي السوري” والمصنف من قبل إسرائيل كـ”إرهابي القاعدة ببدلة رسمية”. وصف ترامب الشرع خلال لقائهما في الرياض بأنه “قائد حقيقي”، وذلك في إطار توقيع صفقات ضخمة في مجالات الأسلحة والأعمال والتقنية.
وأكدت مصادر رويترز الإقليمية والغربية أن الجولة “تعكس تأسيس نظام جديد يقوده محور سني يُقصي النفوذ الإيراني المتراجع، في حين تجد إسرائيل نفسها على الهامش. ويُعزى هذا التحول جزئياً إلى إحباط الإدارة الأمريكية من فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، ما دفع ترامب إلى إظهار تفضيله لصفقات لا تعتمد على التحالف التقليدي مع نتنياهو”.
وأضاف التقرير أن “واشنطن لم تتخلَّ عن إسرائيل كحليف أساسي، لكنها أرسلت رسالة واضحة مفادها أن مصالحها في الشرق الأوسط لم تعد تتوافق مع أجندة نتنياهو اليمينية، خصوصًا في الملفين الفلسطيني والنووي الإيراني، حيث أبدت الإدارة الأمريكية قلة صبرها تجاه مواقف نتنياهو الرافضة للسلام والمعارضة للمفاوضات مع إيران”.
في هذا السياق، قالتا رويترز أن “السعودية برزت كزعيم جديد للعالم السني”، مستفيدة من قوتها الاقتصادية الضخمة وعقود استثمارية تقدر بتريليونات الدولارات، بينما تراجعت إيران بفعل الخسائر التي منيت بها في المنطقة عبر وكلائها”.
وخلص ترقرير رويترز الى أن ، الساحة الدبلوماسية في الشرق الأوسط تشهد إعادة ترتيب غير مسبوقة، مع تحولات عميقة في موازين القوى، في حين يجد نتنياهو نفسه معزولًا بين أطراف إقليمية ودولية تسعى للحد من نفوذه.



















