ستنطلق الطبعة الحادية عشرة للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية في سوق أهراس، من 20 إلى 24 ماي الجاري، حاملة اسم العالم المحلي “أحمد التيفاشي”، الذي ينحدر من المنطقة، في تكريم لأول مرة يعكس أهمية الروابط الثقافية والتراثية المحلية.
وخلال ندوة صحفية عقدت بمقر إذاعة سوق أهراس، أكد محافظ المهرجان، محمد بن ثابت ضرباني، أن التظاهرة ستشهد مشاركة المدارس الثلاث للموسيقى الأندلسية في الجزائر، وهي قسنطينة، تلمسان، والجزائر العاصمة، مما يعكس تنوع وتداخل الموروث الأندلسي في مختلف مناطق البلاد.
ويشمل برنامج المهرجان عروضاً للآلات الموسيقية الأندلسية التقليدية، إلى جانب اللباس التقليدي الذي يرتديه أعضاء الأجواق، ما يضفي على الفعالية أجواء أصيلة تتيح التعريف بالتراث بشكل حيّ.
وأشار ضرباني إلى مشاركة أسماء بارزة من مختلف ولايات الجزائر مثل قسنطينة، قالمة، سكيكدة، عنابة، ميلة، سيدي بلعباس، الشلف، تلمسان، وهران، مستغانم، سطيف، بالإضافة إلى سوق أهراس، ما يعكس بعداً وطنياً للحدث ويعزز التبادل الفني بين هذه المناطق.
كما ستقام سهرات فنية جوارية بقاعة المحاضرات “كاتب ياسين” في مدينة سدراتة، تجمع نخبة من فناني الأغنية الأندلسية، لتثري تجربة المهرجان وتنقل الموسيقى إلى الجمهور في فضاءات متعددة.
وتتضمن فعاليات هذه الطبعة جانباً تنافسياً بين الفرق المشاركة، إلى جانب جانب أكاديمي يشمل مداخلات فنية يقدمها أساتذة وباحثون مختصون في دار الثقافة “الطاهر وطار”، بالإضافة إلى معرض فني تراثي يسلط الضوء على الموروث الثقافي الأندلسي.
كما أعلنت اللجنة المنظمة عن تشكيل لجنة تحكيم متخصصة ستتولى تقييم الفرق المشاركة واختيار “أفضل صوت” و”أفضل عازف” على بعض الآلات الموسيقية التقليدية، مما يضفي طابع التنافسية ويحفز الابداع الفني ضمن هذا التراث الموسيقي العريق.
للاشارة أحمد التيفاشي، عالم ومفكر جزائري من القرن الثالث عشر، وُلد في منطقة تيفاش بسوق أهراس عام 1184. برع في علوم متعددة منها الطب، الفلك، الجيولوجيا، وعلم المعادن، إلى جانب كونه شاعرًا وأديبًا متمرسًا. ترك إرثًا غنيًا عبر مؤلفاته التي تناولت تصنيف الأحجار الكريمة ونظام النوبات الموسيقية الأندلسية. توفي في القاهرة عام 1253، ولا تزال مساهماته العلمية والثقافية مصدر فخر وإلهام، خصوصًا في الجزائر التي تكرم اسمه عبر مهرجانات موسيقية وثقافية وطنية.