ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية 50% على الاتحاد الأوروبي

هدد الرئيس دونالد ترامب يوم أمس الجمعة بفرض ضريبة بنسبة 50% على جميع الواردات من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى رسم جمركي بنسبة 25% على الهواتف الذكية، ما لم تكن هذه المنتجات مصنوعة في الولايات المتحدة.

وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”:
“مفاوضاتنا معهم لا تسير إلى أي مكان! لذلك، أوصي بفرض رسم جمركي مباشر بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، بدءًا من الأول من يونيو 2025. ولا يوجد رسم جمركي إذا كان المنتج مبنيًا أو مصنعًا في الولايات المتحدة.”

و قال الرئيس الجمهوري إنه يريد فرض ضرائب استيراد أعلى على البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي، الحليف القديم للولايات المتحدة، مقارنة بالصين، المنافس الجيوسياسي الذي تم تخفيض رسومه الجمركية إلى 30% .

هذا و تسببت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن فيها عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي و25% على الهواتف الذكية غير المصنوعة في الولايات المتحدة، في موجة من القلق وعدم اليقين في الأسواق المالية الأوروبية.

شهدت البورصات الأوروبية تراجعًا ملحوظًا حيث انخفض مؤشر STOXX 600 بنسبة 1.5%، وتراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 2.3%، ومؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 2.8%، بينما خسر مؤشر IBEX 35 الإسباني حوالي 1.14% من قيمته. وتعكس هذه الخسائر مخاوف المستثمرين من تصاعد النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الأمر الذي يهدد النمو الاقتصادي العالمي.

تأثرت بشكل خاص القطاعات التي تعتمد على التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، مثل قطاع السيارات والبنوك. فقد سجلت أسهم شركات كبرى مثل فولكسفاغن ومرسيدس بنز هبوطًا بين 2% و5% وسط مخاوف من تقييد وصول منتجاتها إلى السوق الأمريكية بسبب الرسوم الجديدة. في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 2%، في مؤشر واضح على توجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين المتصاعدة.

هذه التصريحات تأتي في وقت تحاول فيه أوروبا والولايات المتحدة تسوية خلافاتهما التجارية، حيث كان الاتحاد الأوروبي قد اقترح خفض الرسوم الجمركية المتبادلة إلى الصفر، في حين أصر ترامب على الإبقاء على حد أدنى من الرسوم بنسبة 10%. وعبرت الأسواق عن استيائها من عدم إحراز تقدم في المحادثات، مما أدى إلى تصعيد التوترات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

على المدى القريب، من المتوقع أن تستمر الأسواق الأوروبية في التحرك بحذر، مع ترقب ردود الفعل الأوروبية على هذه التهديدات، والتي قد تشمل إجراءات مضادة تؤدي إلى تفاقم النزاع التجاري. وإذا ما تحولت هذه التصريحات إلى واقع، فقد يؤثر ذلك سلبًا على سلاسل التوريد العالمية، ويزيد من تكلفة المنتجات للمستهلكين في كلا الجانبين.

في النهاية، تذكرنا هذه الأحداث بقوة تأثير تصريحات المسؤولين السياسيين على الأسواق المالية العالمية، وكيف يمكن لنص تغريدة أو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن يحرك الاقتصاد العالمي بلمح البصر.

المصدر:AP + الصحفي

 

Exit mobile version