توفي، ايوم أمس الجمعة، أحد أعمدة السينما الجزائرية والعربية، المخرج محمد لخضر حمينة، عن عمر ناهز 95 سنة في منزله بالجزائر العاصمة، وقد نعاه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مشيدًا بمساهماته في تعريف العالم ببطولات الثورة التحريرية من خلال السينما.
يُعدّ محمد لخضر حمينة ، مخرجًا مبدعًا وظّف الفن السابع في خدمة القضايا الوطنية. وُلد بمدينة المسيلة، وساهم في الثورة التحريرية من خلال أفلام وثائقية ميدانية، قبل أن يحقق شهرة عالمية بفيلمه وقائع سنين الجمر الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1975، ليكون بذلك أول مخرج عربي وأفريقي يحقق هذا التتويج. أعماله، مثل ريح الأوراس وريح الرمل، تميّزت بنزعتها الإنسانية والالتزام السياسي، مما جعلها تُدرّس عالميًا كنماذج لسينما التحرر. ظلّ حمينة وفياً لذاكرة المقاومة حتى وفاته في 23 ماي 2025، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا يروي تاريخ الجزائر بعمقٍ بصري وفني فريد.
أهم انجازات لخضر حمينة
- ريح الأوراس (1966): أول فيلم جزائري ينال اعترافًا دوليًا، حيث حصل على جائزة أفضل عمل أول في مهرجان كان السينمائي.
- وقائع سنين الجمر (1975): تحفته السينمائية التي فاز بها بالسعفة الذهبية في مهرجان كان، ليصبح أول مخرج عربي وأفريقي ينال هذه الجائزة المرموقة. يُعتبر هذا الفيلم ملحمة وطنية تُجسّد معاناة الشعب الجزائري تحت الاستعمار الفرنسي، ويُعدّ من أبرز الأعمال في تاريخ السينما العالمية
- أفلام أخرى: أخرج عدة أفلام أخرى مثل “ريح الرمل” (1982)، “الصورة الأخيرة” (1986)، و”غروب الظلال” (2014)، الذي مثّل الجزائر في سباق الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
للاشارة رحيل محمد لخضر حمينة تزامن مع انعقاد الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، الذي حفر فيه اسمه بحروف ذهبية حين توّج بالسعفة الذهبية سنة 1975 عن فيلمه الشهير “وقائع سنين الجمر”. هذا التزامن الرمزي يعيد تسليط الضوء على إرثه الفني العالمي، ويجعل من وفاته لحظة تأمل في مسار سينمائي ارتبط باسم الجزائر في كبرى المحافل الدولية.