من الجلفة الى هافانا: 62 عاماً تضامن بين الجزائر وكوبا

في 24 ماي 2025، احتفلت الجزائر وكوبا بالذكرى الثانية والستين لتعاونهما الطبي، الذي يعد من أقدم وأبرز نماذج الشراكة الإنسانية بين الدول، مستندًا إلى قيم التضامن الدولي والتعاون بين الشعوب.

يبرز التعاون الطبي بين البلدين، الذي انطلق عام 1963 مع وصول أول 50 متخصصًا طبيًا كوبيا، كأحد الركائز الأساسية للنظام الصحي الجزائري، حيث يعمل اليوم أكثر من 900 محترف صحي في عدة ولايات جنوبية مثل الجلفة، ورقلة، والوادي، مقدّمين خدمات طبية متنوعة وحيوية للسكان المحليين.

تعكس هذه الشراكة عمق الروابط التي تجمع البلدين، والتي تتجاوز التعاون الصحي إلى مجالات أخرى كالتعليم والثقافة والتكنولوجيا. وقد حضر مراسم الاحتفال مسؤولون مدنيون وعسكريون، بالإضافة إلى كوادر طبية كوبية منتشرة في الولايات الجنوبية، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقة.

وقد أكد السفير الكوبي في الجزائر، هيكتور إيغارزا كابريرا، على الدور التاريخي لكوبا في دعم النظام الصحي الجزائري، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للصداقة العميقة التي تربط بين البلدين.

كما أشار إلى الدور الذي لعبته الجزائر في دعم حركات التحرر الوطني في دول الجنوب، لا سيما في مواجهة الاستعمار والفصل العنصري، مؤكدًا استمرار تضامنها مع الشعب الصحراوي في نضاله من أجل حق تقرير المصير.

بدوره، ركز رئيس البعثة الطبية الكوبية في الجزائر، رولاندو بيلوتو، على الأسس الإنسانية والروحية التي تؤطر هذه الشراكة، مؤكدًا أن التضامن بين البلدين استمر رغم المسافات الجغرافية والاختلافات الثقافية.

وقد أبدى الأطباء الكوبيون العاملون في الجزائر، والمعروفون بـ”الجيش الأبيض”، فخرهم بالتزامهم المهني ورسالتهم الإنسانية، معتبرين أنفسهم سفراء لطب كوبا في الجزائر.

من جانبه، أشاد والي الجلفة بتفاني الفرق الطبية الكوبية، معتبرًا مساهمتهم شهادة حية على قوة الصداقة بين الجزائر وكوبا، مشيرًا إلى الجودة العالية للخدمات التي يقدمونها.

شملت الاحتفالات تكريمًا لعدد من الأطباء المتخصصين في مجال العيون في ولايات بشار، الوادي، الجلفة، ورقلة، بالإضافة إلى عروض فنية تعكس التراث الكوبي، ما يعزز الروابط الثقافية بين البلدين.

تاريخيًا، تجاوزت العلاقة بين الجزائر وكوبا القطاع الصحي، إذ قدمت كوبا دعمًا عسكريًا خلال كفاح الجزائر من أجل الاستقلال، بينما قدمت الجزائر دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا لكوبا في المحافل الدولية، خاصة فيما يتعلق بمعارضة الحصار الأمريكي وتعزيز انخراط كوبا في المؤسسات العالمية.

تمثل هذه الشراكة الطبية المستمرة نموذجًا حيًا على قدرة الدول على التعاون والتضامن في مواجهة التحديات، مستندة إلى قيم مشتركة واحترام متبادل، ما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الجزائر وكوبا.

المصدر: dzair-tube

Exit mobile version