أعلنت المديرية العامة للغابات في الجزائر عن إطلاق أول مشروع استثماري لإنتاج الخشب بنهاية عام 2025، ضمن استراتيجية طموحة لتحويل السد الأخضر إلى مصدر اقتصادي منتج ومستدام. المشروع النموذجي يتمثل في زراعة أشجار البولونيا على مساحة 500 هكتار بولاية الأغواط، وهو ما سيمكن من استغلال موارد التشجير بشكل مربح يخلق قيمة مضافة حقيقية في المناطق الجافة.
يأتي هذا المشروع في إطار جهود إعادة تأهيل السد الأخضر وتوسيعه ليشمل 400 ألف هكتار، بعد أن وصلت المساحة المشجرة حتى الآن إلى 24 ألف هكتار. وتشهد هذه المرحلة تركيزًا على أنواع مقاومة ومثمرة مثل الزيتون، اللوز، والفستق، مع مراعاة العوامل المناخية ونوعية التربة، إضافة إلى توفير مياه السقي الضرورية.
ومن جانبه، أكد المدير العام للغابات، جمال طواهرية، أن الدولة جندت كل الوسائل لإنجاح المخطط الوطني للوقاية من حرائق الغابات، مع اعتماد تقنيات حديثة لرصد الحرائق والتدخل المبكر، في خطوة تعكس حرص السلطات على التوازن بين الحماية البيئية والاستثمار المستدام.
للاشارة فشجرة البولونيا هي شجرة سريعة النمو تتميز بخشبها الخفيف والقوي، مما يجعلها من أفضل أنواع الأشجار المستخدمة في صناعة الأثاث والآلات الموسيقية. تنمو البولونيا في المناطق المعتدلة وتتحمل أنواعًا مختلفة من التربة، كما تُزرع بسهولة بالبذور أو العقل. بالإضافة إلى قيمتها الاقتصادية، تساهم الشجرة في تحسين البيئة من خلال امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يجعلها خيارًا مستدامًا ومفيدًا لمكافحة تغير المناخ.
السد الأخضر في الجزائر هو مشروع بيئي واستراتيجي يهدف إلى مكافحة التصحر والحد من انتشار الأراضي القاحلة عبر زراعة مساحات واسعة من الأشجار والشجيرات على طول الحدود الجنوبية للبلاد. يشكل هذا الحزام الأخضر حاجزًا طبيعيًا يحمي التربة من الانجراف ويُحسّن المناخ المحلي، كما يساهم في تعزيز التنوع البيولوجي وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين. في السنوات الأخيرة، تحوّل السد الأخضر من مجرد مبادرة بيئية إلى مشروع اقتصادي مستدام، من خلال زراعة أنواع سريعة النمو مثل شجرة البولونيا، التي تتميز بخشبها الخفيف والقوي وتستخدم في صناعات الأثاث والآلات الموسيقية، مما يخلق فرص عمل جديدة ويساعد على التنمية المحلية في المناطق الصحراوية. هذا المشروع يعكس رؤية شاملة تجمع بين حماية البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية في آنٍ واحد.