أدرجت وزارة الثقافة الإيطالية رسميًا بالقيمة التاريخية والثقافية لمتحف إنريكو ماتّي، من خلال إدراجه ضمن قائمة المتاحف الوطنية. وقد جرى حفل الاعتماد في مدينة ماتيليكا، مسقط رأس مؤسس شركة “إيني”، بحضور السفير الجزائري في إيطاليا محمد خليفي، إلى جانب عائلة ماتّي، ومسؤولين محليين، ومواطنين.
إنريكو ماتّي، الذي لعب دورًا بارزًا في السياسة الطاقوية الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية، يُعتبر في الجزائر من أبرز الأجانب الذين دعموا ثورتها التحريرية. وقد منحته الجزائر وسام “أصدقاء الثورة الجزائرية” بعد وفاته، تقديرًا لموقفه المساند للشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار.
ويُعد أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا، والذي يحمل اسم ماتّي، رمزًا ملموسًا للعلاقات السياسية والطاقوية التي جمعت البلدين لعقود. وتُشير هذه الخطوة الثقافية إلى إرادة الطرفين في تعزيز هذه العلاقات من خلال الذاكرة المشتركة والرموز التاريخية.
لعب ماتّي دورًا محوريًا في دعم جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة خلال مفاوضات إيفيان، كما سعى لتكوين كوادر جزائرية في قطاع الطاقة عبر مدارس “إيني” في سان دوناتو ميلانيزي، ما ساهم في بناء جيل جديد من الخبراء بعد الاستقلال.
ويقع المتحف في المنزل الذي وُلد فيه ماتّي عام 1906، ويحتفظ ببساطة تصميمه الأصلي، ما يعكس تواضع نشأته. ويعرض المتحف مقتنيات رمزية، من بينها توقيعه الأخير قبل وفاته عام 1962، وسدادة شمبانيا تأسيس “إيني”، إضافة إلى وثائق وأغراض شخصية، مما يجعله شاهدًا على مسيرة رجل ساهم في نهضة بلاده ودعم حرية الآخرين.
المصدر: وكالة نوفا الإيطالية