في ندوة علمية نظمها مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر (حصن 23) بالتنسيق مع مخبر الآثار الإسلامية بجامعة الجزائر 2، جرى تسليط الضوء على الطرق العلمية المعتمدة في حفظ وصيانة الفخار الأثري، إلى جانب عرض نتائج الحفريات الاستكشافية بعدد من المواقع.
وشكّلت نتائج الحفريات بموقع “مرسى الدجاج” الأثري بزموري البحري (ولاية بومرداس) محورًا رئيسيًا في النقاشات، حيث كشفت أعمال التنقيب التي انطلقت منذ خمس سنوات عن بقايا فخارية يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية، بين القرنين الرابع والسادس هجريًا، وفقًا لفريق البحث بقيادة الباحثة عائشة حنفي من معهد الآثار.
وأوضحت حنفي أن هذه المكتشفات تُبرز مهارات تقنية وذوقًا جماليًا راقيًا لدى السكان، كما تتيح قراءة في نمط العيش والعمران المحلي، الذي يتميز بتقنيات فريدة لم تكن معروفة خارج الجزائر آنذاك. وتم التوصل إلى وجود منزل ضخم، ساحة واسعة، وبئر عميقة، ضمن الموقع الذي يمتد على مساحة 6 هكتارات.
الموقع المعروف حاليًا باسم “مرسى الدجاج”، كان يحمل اسم “روزوبيكاري” في السابق، وتعرض لدمار سنة 1225م إثر هجوم عسكري، قبل أن يُعاد اكتشافه في سنة 2006.
بدورها، قدّمت الباحثة جليد عقيلة من المركز الوطني للبحوث في ما قبل التاريخ وعلم الإنسان قراءة تحليلية للفخار المكتشف، مؤكدة أن القطع تعكس الحياة الاقتصادية واليومية للمدينة، وتشكل شاهدًا على غنى التراث الجزائري في أبعاده التقنية والجمالية.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية