اليوم العالمي للامتناع عن التبغ…هل تختبئ المخاطر في طعم النعناع؟

في 30 ماي 2025، وبمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ، دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحظر بيع منتجات التبغ والنيكوتين المنكهة، معتبرة أن هذه النكهات تُخفي الطعم الحقيقي للتبغ وتزيد من جاذبيته لدى فئات الشباب والمراهقين.

وأكدت المنظمة أن النكهات مثل النعناع والحلوى والعلكة لا تقتصر على تلطيف الطعم فحسب، بل تؤدي إلى تعويد المستهلك على استخدام منتجات النيكوتين، ما يُعمق الاعتماد عليها ويجعل الإقلاع عنها أكثر صعوبة. كما شددت على أن بعض النكهات ترتبط بمخاطر صحية جسيمة، لا سيما أمراض الجهاز التنفسي.

المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، صرّح بأن هذه المنتجات “تُغذي موجة جديدة من الإدمان ويجب حظرها بالكامل”، معتبرًا أن استمرار تداولها يقوّض ما تحقق من مكاسب خلال عقود من جهود مكافحة التدخين.

وتفيد المنظمة أن أكثر من 50 دولة حول العالم سنت قوانين تحظر بيع منتجات التبغ المنكهة، فيما اتخذت أكثر من 40 دولة خطوات لحظر السجائر الإلكترونية أو تقييد نكهاتها، ضمن توجه عالمي متصاعد لحماية الصحة العامة.

و رغم الانخفاض الملحوظ في عدد مدخني التبغ عالميًا، يبقى التدخين سببًا رئيسيًا للوفيات والأعباء الاقتصادية، مع انتشار أكبر في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

و شهد العالم في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في عدد مستخدمي التبغ، حيث بلغ عدد المدخنين في عام 2022 حوالي 1.25 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا وما فوق، مقارنة بـ1.36 مليار في عام 2000، وفقًا لتقارير NPR. وتعكس هذه الأرقام انخفاضًا تدريجيًا في معدلات التدخين من نحو 33% في بداية الألفية إلى حوالي 22% في 2020، مع توقعات بمواصلة الانخفاض إلى 18% بحلول عام 2030.

لكن رغم هذا التراجع، يبقى التدخين من أخطر التحديات الصحية العالمية، إذ يؤدي إلى وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا، بينهم 1.3 مليون غير مدخنين يتعرضون للتدخين السلبي، حسب منظمة الصحة العالمية. ولا تقتصر المشكلة على الجانب الصحي فقط، بل تتعداه إلى أعباء اقتصادية كبيرة، حيث تقدر التكاليف السنوية المرتبطة بالتدخين—بما يشمل النفقات الطبية والخسائر في الإنتاجية بحوالي 1.4 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويتركز معظم مستخدمي التبغ حول العالم، بنحو 80%، في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، حيث يكون عبء الأمراض المرتبطة بالتبغ أكبر. في أوروبا وحدها، انخفض عدد المدخنين من 229 مليونًا عام 2000 إلى 179 مليونًا في 2022، مع توقع استمرار هذا الانخفاض.

وتظهر الدراسات أن التدخين غالبًا ما يبدأ في سن مبكرة، إذ تشير بيانات مجلة The Lancet Public Health إلى أن 82.6% من المدخنين الحاليين شرعوا في التدخين بين عمر 14 و25 سنة، فيما بدأ 18.5% منهم التدخين بانتظام قبل بلوغ 15 عامًا، مما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز برامج الوقاية وحماية الشباب من الوقوع في الإدمان.

Exit mobile version